سعد خالد الرشيدي / تحت المجهر / أمطار على أرض الكويت

تصغير
تكبير
يبدو ان الكويت كانت على موعد هذا العام مع دخول فصل الشتاء بطريقة فرض الامر الواقع.

ففي الأيام الاخيرة تعرض العديد من مناطق الكويت لتساقط الأمطار بقوة دون ان يقابلها من هذه المناطق المقدرة على استيعابها. في الخلفية التاريخية لمواطني دول الخليج هناك ارتباط كبير بين سقوط الأمطار وموسم الخير، كل شيء في دولنا الفقيرة في مناخها الصحي يتغير بدءا من التخلي عن لعنة المكيفات وانتهاء بممارسة ثقافة المخيمات.

ولذا تجد مواطني هذه الدولة، وأخيرا انضم اليهم مقيموها عند رؤية حبات الأمطار يرددون مقولة خير خير عندما تتزاحم عليهم حبات المطر الناعمة.

لكن يبدو ان هذه النظرة الخليجية ستتغير هذه المرة مع رنين الأمطار الغزيرة التي اعاقت السير والحركة في البلاد، فالجميع سيراجعون مواقفهم واعتقاداتهم في ما يتعلق بما ينفعهم او يضرهم وتوصيف درجة كل منهما.

وهذا لا يعني بالضرورة التعميم وان يأخذ الجميع صورة معاكسة لخير الأمطار واعتبارها مؤشر ضرر يستحق الدعاء لتجنبه. فالامطار ستظل في كل زمان ومكان محل تقدير وترحيب مادامت تأتي بوتيرة متوازنة وتحمل منفعة للجميع.

اعتقد ان نوابنا ووزراءنا في حاجة لأخذ العبرة من علاقة الجمهور الاخيرة بالأمطار والمتغير الذي طرأ على هذه العلاقة المتينة، فإذا زاد الشيء عن حده سينقلب الى فوضى تقود الى تعطيل الحركة والتنمية وبالطبع هذا ما لا يريده اي طرف سواء ان كان مهاجما سياسيا او مدافعا.

في الدول الغربية لا يوجد اعتبار الخير في سقوط الأمطار بالصورة التي تعبئ الذاكرة الخليجية، ربما لأن هذه الدول لا تعتمد في مجمل مرتكزاتها المالية على الثروة الزراعية كما انها لا تحتاج الى الأمطار في تنقية سمائها وازالة الفيروسات الضارة والأتربة منها.

عمليا كل شيء لدينا في الكويت مختلف سواء بالنسبة للسبب او النتيجة ولذا نحتاج الى مراجعة نقدية لأوضاعنا في الكويت وعلاقة حكومتنا ونوابنا لنعرف وقتها ما اذا كانت امطارنا السياسية مصدر خير لنا ام ان المماحكة السياسية وضغوط بعض الاستجوابات باتت مجرد عادة في مؤسساتنا؟

عبارة أعجبتني: الوطن في حاجة الى مخلص وليس الى (مخ) لص.



سعد الرشيدي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي