اسيل سليمان الظفيري / إنارة / إما التكيّف وإما «التحلطم»

تصغير
تكبير
| أسيل الظفيري |

إن المواقف التي نمر بها يوميا وما يترتب عليها من تغيرات علينا وعلى من حولنا، هي أحد أوجه الحركة الديناميكية المستمرة للحياة، وتحقيقا لسنة من السنن الكونية أن لا شيء يبقى على حاله، فالكل في حركة مستمرة في البيت والعمل وعلى مستوى العلاقات، ولأننا جزء من هذه المنظومة فالتغير والتغيير هما خيارنا إذا ما أردنا الانسجام مع من حولنا، ولا يكون هذا إلا إذا كانت قدرتنا على التكيف عالية لدرجة تؤهلنا لاستيعاب متغيرات الحياة المفروضة علينا بما يحقق لنا الرضا، ولا أقول السعادة ليكون الطرح هنا واقعيا، فالهدف من التكيف بمراتبه العليا هو أن يشعر الإنسان بقدرته على تطويع وإدارة مشاعره وسلوكه، فيحقق له درجة عالية من الثقة بالنفس وتقدير الذات وبالتالي الشعور بالرضا عن نفسه، وأما أقل ما يمكن أن نجنيه من التكيف فهو تقليل الضرر الناتج من أي صدمة أو توتر قد يصيبنا نتيجة الأحداث اليومية المتغيرة.

هناك من يعتقد أن التكيف مع المواقف خصوصا أثناء التعامل مع الآخرين صورة من صور الخضوع لهم، والحقيقة أن هناك فرقاً كبيراً بين التكيف والخضوع، فإذا كان قرارك بأن تتعايش مع الموقف لم ينتج عنه تنازل عن حق من حقوقك، أو لم يسبب لك أذى نفسياً عميقاً، فإن حيلة التكيف هنا منجاتك لتتدرب على المرونة، وهذه القدرة لا تكون إلا لمن يملك درجة عالية من الإدراك السليم للأمور التي تجري حوله، ومن يحسن تفسير الأحداث دون تسرع أو مزاجية، إذاً التكيف مسؤولية العاقل الحصيف، فلا يقدر عليه إلا هو.

ماذا نتوقع ممن يلتزم الجمود ويرفض ان يندمج مع متغيرات الحياة؟ كيف ستكون نفسية من يتصلب بآرائه ومواقفه؟ إن الحركة الدائمة لكل ما حولنا تبعث لنا رسالة واضحة متى ما أردنا لأنفسنا صحة نفسية بأن نمارس المرونة مع الظروف غير الاعتيادية، فالخيارات المتاحة لنا، إما التكيف وإما «التحلطم».



@AseelAL-zafiri

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي