كمال علي الخرس / كلمة صدق / الكويت للجميع ... ليست شعاراً

تصغير
تكبير
كلمة أو شعار أو نداء الكويت للجميع تتكرر دائما، لكن هذه العبارة ليست دعاية للتكرار، انها واقع يجب أن يفهمه كل مواطن يعيش على هذه الأرض ان الكويت ليست له وحده ولا لأبناء دائرته الانتخابية مثلا، ولا لأبناء انتمائه الفكري، بل إنها وطن للجميع.

من المؤسف جدا ان البعض يريد ان تكون الكويت على حسب مخيلته، يقوم بتغيير تاريخها الماضي حسب ما يرسمه خياله، ثم يتوهم صورا لمستقبل يقوم بتفصيله على مزاجه ايضا. من الممكن لهذا الانسان الواهم ان يقوم بتخيل صور وهمية عن شكل بيته او عن عدد أفراد أسرته وعن مستقبلهم كما يشاء، لكن لا يمكن ان يقوم أي كان بتفصيل وطن على مقاسه، أو على حسب تخيلاته، ولا يمكن لأي كان أن يفعل ذلك بالكويت تحديدا.

الكويت شاء من شاء وأبى من أبى قامت على التعايش والتحاب بين أهلها بجميع أعراقهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، هذه هي الكويت نشأت على هذا الأساس وهذا ما يميزها، ولعلها من أكثر المجتمعات العربية تنوعا، وهي نشأت على هجرات بشرية قدمت لها من المحيط الجغرافي المحيط بها من الجنوب ومن الشمال ومن الشرق ومن الغرب، وهذه المجاميع البشرية جاءت للكويت وعاشت في الكويت في تراحم وتوادٍ وصدت غزوات وخاضت معارك وكان رأسمالها ليس ثروة مالية، ولا كثافة بشرية، بل حب وتقبل الناس لبعضهم البعض وقبولهم بالآخر حتى اصبح اختراق هذا الكيان صعباً على أي معتدٍ.

يقال إن الصين تعرضت لهجمات اكثر بعد بناء سورها العظيم، من دون ان يتسلق الغزاة السور ومن دون ان يخترقوه، لكنهم غزوها عن طريق البوابات، ذلك كان عبر رشوة حراس البوابات أنفسهم، فبعد ان انتشر الفساد في البلد أصبح حراس بوابات السور هم المدخل للعدو.

الآن حراس بوابات الكويت كل افراد الشعب، والمسؤولون عليهم مسؤولية أكبر، فعليهم ان يحموا الابواب جيدا فالمجتمع تطاله تحديات حقيقية لبنائه الداخلي، والعابثون بنعمة التعايش يزداد عددهم والمجتمع اصبح اقل انتاجا لموجات حب وتوافق تحصنه من امواج الكراهية والتآمر المتقاذفة عليه من كل حدب وصوب.

يجب ان تكون السلطة حازمة وتكون صاحبة رسالة واضحة لا تقبل بأن يتم المساس بأي مكون كويتي، من دون أن تنتظر ظهور ردات فعل عبر احتجاج او تجمهر، ويجب على المسؤولين في الدولة أن يكونوا هم المترافعون ضد من يتطاول على حرمة التعايش والتحاب والسلم الأهلي في البلاد.

عبارة الكويت للجميع ليست شعارا فقط، بل هي حقيقة يجب ان يدركها الجميع ويعمل بموجبها، والدولة بأجهزتها المختلفة يجب ان تعمل على تعزيز هذا الواقع بكل الوسائل والإمكانات. ان الواقع الرهيب الذي تعيشه بعض الدول العربية بسبب الاقتتال والتناحر الأهلي يجعل كل عاقل يعض بنواجذه على كل ما من شأنه تعزيز تماسك المجتمع.



كمال علي الخرس
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي