سلطان حمود المتروك / حروف باسمة في أمان الله حجي أحمد

تصغير
تكبير

الحياة سفر يُكتب فيه الأشخاص والنعوت والمواهب والغايات والأهداف، وسجلات الدنيا تزخر بأشخاص تسدي نصحاً وتعطي جذوة في التهذيب، ومن هؤلاء الأشخاص الذين غادرونا إلى الله الكريم في الأسبوع الماضي حجي أحمد. هكذا كنا نسميه منذ أن كان شاباً نظراً إلى صفاته الطيبة ومآثره الحسنة التي كان يتمتع بها يرحمه الله، عندما يقبل علينا في الديوانية ووجهه يتهلل تفاؤلا يحث عليه في وقتٍ أصبح التفاؤل أفولاً من بعض الناس، إذا تحدث فإنه يتحدث بصوت هادئ يسعد السامعين، وقد ترتفع بعض الأصوات من البعض في هذه الأيام ما يجعل لغة التواصل صعبة، ولكن في كنف حجي أحمد شعبان فإن الهدوء يجعل النصيحة التي تبدو منه عذبة تصل إلى القلب، نعم حجي أحمد الإنسان الذي طالما يسأل عن الصغير قبل الكبير، وعن الفقير قبل الغني، إنها صفات طيبة تنم عن أصالة تعودناها نحن أبناء هذه الديرة الطيبة، ولكن كما قال الخيام:

«شربنا شراباً واحداً

غير أنهم ثملوا به من قبلنا بقليل».

هكذا الدنيا تمضي بأناس وتأتي بآخرين، ولكن الإنسان يبقى بصفاته الطيبة وسيرته الحسنة وأعماله المشهودة، حقا هو:

«الموت فاختر ما علا لك ذكره

فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر».

ففي ذمة الله الكريم وحفظه يا أبا علي.




سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي