سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / إزالة أم اعتداء؟

تصغير
تكبير
تُشرع القوانين من أجل تنظيم أحوال الدنيا ولكي يعرف الناس ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق وتفعيل القوانين لها الأثر الأكبر في استقرار أحوال الأمم والعيش في هدوء واستقرار والتطلع إلى البناء والتنمية بدلاً من إشاعة الفوضى وانشغال الناس في استخدام عملية الإثارة في خرق القانون والاعتداء على الممتلكات.

ومما يبعث على الاستغراب كثرة الإثارة السياسية في الآونة الأخيرة والتهديد بمزيد من الاستجواب، وكلما حلت مشكلة زاد شحنها وكأن المجتمع يعيش في دوامة من الشحن وعدم الاستقرار، ولعل من المثير للدهشة ما حصل من تدمير لبعض الخيم الحسينية في منطقة الرميثية، شيء لم نكن نألفه ولم يلوح في أفق هذه الديرة الحبيبة التي يعيش فيها الناس ضمن نسيج واحد، وعندما حدث ما حدث فمنهم من صرح بأنه لا علم له، ومنهم من يرمي الكرة في ملعب الآخر، تضارب في الأقوال واختلاف في التصريحات، فلو كانت هذه المقار مرخصة فلماذا الإزالة؟ وان لم تكن مرخصة فلماذا تركتها الجهات المسؤولة في البلدية دون التدخل والإنذار؟

وان هذه المقار هي موجودة منذ الأزل في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام ولا أحد يدنو منها والأمة بأسرها تعمل على احترامها.

ترى ما سبب ما شهدناه في الأسبوع الماضي في منطقة الرميثية؟ هل هناك من يعمل على إثارة الفتنة وإذكاء فتيلها من أجل تمزيق نسيج هذه الديرة؟ أم هو شحن في مجال السياسة ليزيد فتيل الشحن المتدفق؟

نرى ديرة مفعمة بالخير أهلها نسيج متشابك ومتحد، ولن يستطيع من تسول إليه نفسه أن يدنو من هذا النسيج لأن الأهلين توارثوه منذ القدم، ودستور دولة المؤسسات يكفل لجميع الناس حقوقهم ويعمل على إيصال الحق لكل ذي حق حقه، ولا يحصل ذلك إلا بتفعيل القانون وعدم الاضطراب في تنفيذه ومحاسبة المخطئ حتى يلتزم كل من يعيش على هذه الديرة الحبيبة بحدوده.

هذه الكويت علّمت أبناءها على الخير وفعله ونبذ الشر والحسد والضغينة والكراهية.

هكذا تعلمنا من هذه الأرض، فعسى أن يرجع التكافل وتماسك النسيج كما كان ونجعل الكويت هي هدفنا وأهلها وحدة واحدة على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم وأهدافهم وغاياتهم إلا أن قلبهم واحد من أجل نبذ الفتنة والحفاظ على روح الأسرة الواحدة.

أين ضحكي وبكائي .. وأنا طفل صغير

أين لهوي ومراحي .. وأنا قض غرير

كلها كانت هباء .. كيف ضاعت لست أدري



سلطان حمود المتروك
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي