تركي العازمي / التشكيلة الوزارية... ونائب الجهاز مغلق!

تصغير
تكبير

المشكلة التي تعانيها الكويت ليست مرتبطة بالوزراء ولا بالنواب، إنها مشكلتنا نحن الكويتيين، ونظامنا الإداري العقيم، واللعبة السياسية غير المتزنة!

نخرج نواباً بعضهم يصيح بأعلى صوته «تكفون لا تخلوني»، ويرفع عقاله ويرميه، وتجده في كل مناسبة أمامك بابتسامة عريضة وأسلوب جميل، وما إن ينجح تجد جهازه مغلقاً!

الواقع يشير إلى أن التشكيلة الوزارية لن تضيف لنا شيئاً، فالعيب يكمن في الممارسة الفعلية تحت قبة البرلمان، وداخل أروقة الوزارة، والواجب أن تكون هناك خطة عمل يتفق عليها الطرفان، ولا بد من تنازل البعض نوعاً ما وبالتالي يبقى التنفيذ من قبل الوكيل والوكلاء المساعدين. الوزير حينئذ يحب أن يكون صاحب قرار على حسب إنتاجية القطاعات التابعة له من منظور استراتيجي صرف، وأن تكون شخصيته قوية وعلى علم بما يدور في وزارته.

هذا من جهة التشكيلة الوزارية، أما نائب الجهاز مغلق، فيلقى اللوم على الناخبين الذين اختاروه بجرة قلم، بعد ظن منهم أنه رجل إصلاح، ولم يعلموا أن ما حصل مجرد تكتيك واضح لفئة قليلة من قاعدة ناخبي الدائرة! الناخبين بحاجة إلى نواب يعقدون لقاءات تشاورية مع أبناء دائرتهم، وهو أمر غير متوفر، والدائرة الخامسة على حد علمي لم تشهد هذا التحرك طيلة عقود... فهل يتغير الوضع أم سنبقى على «طماط المرحوم» ويظل الجهاز مغلقاً! المؤشرات الأولية تنذر بقدوم حالة التأزيم، والطعون على الأبواب، وستكشف الأيام حقيقة الفرز الآلي من عدمه!

تقول الحكومة انها ستنفذ تسعة مستشفيات وهذا الأمر طيب، ولكن لتعلم الحكومة بأن مشكلة الخدمات الصحية لن تنتهي ببناء المستشفيات، فالتطوير بالنسبة للخدمات الصحية يعتمد بالمقام الأول على كيفية إدارة المستشفيات، وطريقة الكشف الطبي، وكفاءة الكوادر الطبية والتمريضية، إضافة إلى وجوب توفير أجهزة فحص دقيق. وهنا نوجه ملاحظة واحدة لن يستطيع وزير الصحة الإجابة عنها: مستشفى الأمراض السارية لا يوجد به جهاز للكشف المبكر عن مرض السل مع العلم أنه متوفر في معظم الدول، حتى تحليل 24 ساعة غير موجود! وقس على ذلك أجهزة «MRI»، وغسيل الكلى، وخلافه من المعضلات التي تعاني منها المستشفيات الحكومية، ناهيك عن التشخيص الخاطئ، والعلاج الذي يصرف للبعض ويحجب عن بعض الفئات المحتاجة، وزد على ذلك المواعيد الطويلة. إن البلد بحاجة إلى تشكيلة وزارية تعمل وفق خطة عمل واستراتيجية تنفيذ واضحة ومحددة، ونواب لا يغلقون أجهزتهم بعد النجاح، ويتواصلون مع اخوانهم وأخواتهم ممن منحوهم الصوت الأمانة!

هذه ملاحظات نطرحها على الورق، وتنشر ويقرأها البعض، وتتجاهلها إدارات العلاقات العامة في وزارات الدولة مع العلم أنها بقصد النصيحة التي لا نريد منها سوى توضيح الأمور للمعنيين بالأمر، والدين نصيحة... والله المستعان!


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي