تصريحات أوباما حول «قدس موحدة عاصمة لإسرائيل» تثير غضب الفلسطينيين وتربك الإدارة الأميركية

تصغير
تكبير

واشنطن، بيروت - ا ف ب، يو بي آي - اثارت تصريحات المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة باراك اوباما حول القدس، غضب الفلسطينيين واربكت الادارة الاميركية. وقال السناتور عن ولاية ايلينوي، في اول خطاب بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، اول من امس، ان «القدس ستبقى عاصمة اسرائيل ويجب ان تبقى غير قابلة للتقسيم». واكد اوباما، الذي اتهمه خصمه الجمهوري جون ماكين، بأنه «مرشح حماس»، التزامه الدولة العبرية امام لجنة الشؤون العامة الاميركية اليهودية (ايباك)، اكبر منظمة مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.

وتابع: «ليس هناك تهديد اكبر من ايران لاسرائيل وللسلام والاستقرار في المنطقة»، مؤكدا ان «التهديد الايراني خطير وحقيقي وهدفي سيكون ازالة هذا التهديد».

واضاف انه سيسعى اذا فاز في الانتخابات الرئاسية «الى اتباع سياسة حازمة ومبدئية مع الرئيس الايراني المناسب في المكان والزمان اللذين اختارهما اذا كان ذلك- وفقط اذا كان ذلك- يحقق تقدما لمصالح الولايات المتحدة».

وبعد ما اكد انه «صديق حقيقي» لاسرائيل، عبر اوباما عن ارتياحه لـ «العلاقات التي لا يمكن تخريبها» بين الولايات المتحدة واسرائيل، مدينا الذين ينكرون محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية او الذين لا يعترفون باسرائيل. واضاف: «لا مكان على طاولة المفاوضات للمنظمات الارهابية»، مؤكدا ان «امن اسرائيل مقدس».

واثارت هذه التصريحات خصوصا تلك المتعلقة بالقدس غضب الفلسطينيين. وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، ان «هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا». واضاف ان «القدس هي احدى نقاط المفاوضات والكل يعرف تماما ان القدس الشرقية احتلت العام 1967 ولن نقبل بدولة دون القدس عاصمة لها. اعتقد ان الامر واضح».

واعتبر صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، ان خطاب أوباما، «يعرض للخطر فرص التوصل الى سلام».

في المقابل، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يزور واشنطن، انه «خطاب مؤثر وكلماته حول القدس مؤثرة جدا». الا انه رفض التعليق على تأكيد اوباما، ان القدس ستبقى عاصمة موحدة لاسرائيل. وتابع: «بالتأكيد، اذا انتخب اوباما سنناقش معه كل القضايا اذا اثارها وعندما يثيرها».

من جهته، ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، بان واشنطن ترى انه يعود للطرفين الاسرائيلي والفلسطيني تسوية مسألة الوضع النهائي للقدس. وقال ان «مسألة الحدود وحق العودة وسلسلة من القضايا السياسية الحساسة والمهمة يجب ان تسوى من قبل الطرفين».

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في 1967.

وتبنت الكنيست الاسرائيلية في 30 يوليو العام 1980 «قانونا اساسيا» يؤكد ان القدس «عاصمة موحدة وابدية لاسرائيل»، لكن الاسرة الدولية لم تعترف باجراء الضم هذا.

ويطمح الفلسطينيون الى جعل القدس الشرقية التي يعيش فيها 250 الف فلسطيني، عاصمة لدولتهم المقبلة في اطار تسوية دائمة للنزاع.

وانتقدت حركة «حماس»، التي سيطرت العام الماضي على قطاع غزة، خطاب المرشح الديموقراطي. وقال الناطق سامي ابو زهري، «نحن نعتبر تصريحات اوباما دليلا على عداء الادارة الاميركية للعرب والمسلمين وانها شريك في العدوان الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني».

كما رفضت الحركة، في بيان، ان تكون حقوق الشعب الفلسطيني خاضعة لـ «المزاد الانتخابي» الاميركي، وتوجهت إلى أوباما بالقول إن «إسرائيل الى زوال» والقدس «عاصمة موحدة لفلسطين».

واخيرا، انتقد فريق المرشح الجمهوري للرئاسة، ماكين، الاربعاء، خطاب اوباما معتبرا انه قدم «خيارا خاطئا» و«حقائق غريبة». وقال راندي شونمان، كبير مستشاري ماكين لشؤون السياسة الخارجية، ان «السناتور اوباما قدم في خطابه حقائق غريبة بدلا من الواقع، بقوله ان وجود القوات الاميركية في العراق عزز قوة ايران». واضاف ان «اوباما يقدم فعليا خيارا خاطئا اليوم بقوله ان الديبلوماسية المجدية الوحيدة تكون مع القادة الايرانيين».

وتابع ان «السناتور ماكين لديه وجهة نظر مختلفة تماما اذ يرى ان الديبلوماسية التي ينبغي انتهاجها تكون مع حلفائنا».

ورغم (الراي) تصريحات اوباما أمام مؤتمر «ايباك»، إلا أن مسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية يتوجسون منه بسبب تصريحات سابقة، قال فيها إنه مستعد للدخول في حوار مع ايران بهدف وقف برنامجها النووي.

وكتب المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت احرونوت»، ايتمار آيخنر، أن قسما من المسؤولين في الخارجية «يخشون بالأساس من ان اوباما هو رجل مجهول، من حيث مواقفه. ففي غالب الأحيان، هو يقول الأمور الصحيحة في ما يتعلق بإسرائيل ويطلق تصريحات مؤيدة، لكن ليست لديه خبرة عامة كبيرة يمكن من خلالها الحكم على مواقفه تجاه إسرائيل».

وأضاف أن «الاسرائيليين قلقون من توجهات اوباما تجاه ايران. ورغم أنه قال امام ايباك إنه سيبذل كل ما في وسعه من اجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي، لكنه صرح خلال الانتخابات التمهيدية ضد كلينتون بأنه مستعد للجلوس بنفسه في حوار مع إيران. وحوار كهذا يثير قلق المسؤولين (الإسرائيليين)، لأنه سيضعف الجبهة الدولية ضد ايران».

ونقل عن مسؤولين في الخارجية، انه «إضافة إلى ذلك، يوجد حول أوباما عدد غير قليل من الأشخاص المقربين من أوساط اليسار أو أوساط المسلمين الأميركيين المعارضين لإسرائيل، ومن هنا يمكنك أن تعلم ماذا ستكون توجهاته في مواضيع الشرق الأوسط».

وعقد رئيس مركز الأبحاث السياسية في الخارجية الإسرائيلية، نِمرود بركان، اجتماعا، قبل أسبوعين، شارك فيه سفير إسرائيل السابق في واشنطن، داني ايالون، وممثلون عن دوائر أميركا الشمالية في الوزارة وآخرون، للتداول في احتمالات وصول أوباما إلى البيت الأبيض. لكن المداولات جرت تحت عنوان توجهات السياسة الخارجية الأميركية بعد الرئيس جورج بوش.

وكتب آيخنر أنه «ظهرت في هذه المداولات استنتاجات معاكسة للقلق الإسرائيلي وأنه لا يوجد سبب لقلق إسرائيل، سواء وصل أوباما إلى الرئاسة أو المرشح الجمهوري جون ماكين. فمكانة إسرائيل واليهود في الرأي العام والكونغرس قوية جدا ولن يتم المس بها».


10 ملايين و500 ألف شخص فلسطيني

بينهم 3.9 مليون في الضفة والقطاع

البيرة (الضفة الغربية) - ا ف ب - ذكر الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، ان عدد الفلسطينيين في مختلف انحاء العالم يقدر اواسط العام الحالي، بنحو 10 ملايين و500 الف شخص بينهم 3.9 مليون، في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال لؤي شبانة، رئيس جهاز الاحصاء في مؤتمر صحافي، امس، في ذكرى احتلال اسرائيل، الضفة في الخامس من يونيو العام 1967، ان عدد الفلسطينيين المقيمين في الاراضي الفلسطينية تضاعف اربع مرات منذ 1967. واضاف: «بعيد حرب العام 1967، بلغ عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 1.05 مليون نسمة منهم 654.5 الف في الضفة الغربية و380.1 الف نسمة في قطاع غزة». وتابع ان «عدد الفلسطينيين المقيمين في الاراضي الفلسطينية بلغ اواخر العام الماضي 3.9 مليون نسمة».

واعلن شبانه ان 800 الف فلسطيني في الاراضي الفلسطينية تعرضوا للاعتقال على ايدي الجيش الاسرائيلي، منذ 1967.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي