د. تركي العازمي / وجع الحروف / المشاريع الصغيرة الأميركية والكويتية!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

في إحدى محاضرات مادة إدراة المشاريع الصغيرة سألت الطلبة عن نسبة الشركات الصغيرة المملوكة لعوائل في أميركا فكانت الإجابات متفاوته بين 10 في المئة و20 في المئة و 40 في المئة وواحد فقط أجاب بأنها بحدود 90 في المئة ( الظاهر كان مجهز للمحاضرة )!

في اميركا الوضع كالآتي:

- 90 في المئة من إجمالي عدد الشركات الأميركية هي شركات عائلية ( SMEs ) وصغيرة!!

- 14 مليون شركة مصنفة كشركات صغيرة ( مشاريع صغيرة SMEs ) معظمها بعدد موظفين أقل من 20 موظفا!

- 40 مليون أميركي يمارسون أعمالهم من المنزل ْHome Based Business

- من خصائص المشاريع الصغيرة أنها توفر فرص عمل وتساهم في تعزيز الاقتصاد.!

قد يتساءل البعض... « وما علاقتنا بهذه المعلومة وما هو وجه المقارنة... لا يوجد مقارنة»، ولا بأس إطلاقا فهو تساؤل في محله لكن القصد هنا إننا نحاول أن نربط بين طبيعة بداية أي عمل مشروع صغير في الكويت وبين ما هو مطبق في أميركا... وبما أن «ربعنا «في كل مناسبة يستعرضون لنا خبرات الغرب و... «ياخذون اللي يعجبهم و... يتجاهلون الجوانب الأكثر أهمية» نرغب في استعراض بعض المفاهيم بطريقة متصلة بثقافتنا!

عندما تذكر الكتب أن 90 في المئة من الشركات الأميركية مصنفة عائلية وبعضها يستمر بالنمط العائلي لجيل أو جيلين أو ثلاثة على ابعد تقدير (الجيل = 10 سنوات )، وأنهم يمارسون أعمالهم من المنزل، فإننا نفهم من ذلك أنه توجد عوامل قد حفزت هولاء للعمل وعدم توافر أي جوانب تعيق العمل من المنزل لأن كل الأعمال تدار إلكترونيا!

وإليكم الوضع في الكويت:

الشركات الصغيرة... لا تتيح فرصاً وظيفية للكويتيين ( إلا لربعهم ).

الشركات الصغيرة... تجد عليها عمالة هائلة لدرجة أن الشركات الوهمية التي تم إكتشافها وجد عليها عمالة بالمئات وتشغيلها بحاجة إلى خمسة موظفين بحد أقصى!

الشركات (المشاريع الصغيرة ) الصغيرة متاحة وفق مزاجية وانتقائية، وإن حاولت أن تعمل مشروعاً معياًن فيه جانب إبداعي تجد الحسد يحيطك من كل صوب وحدب والعراقيل « ما لها أول ولا تالي»!

الشركات الصغيرة بحاجة أن تفهم الحكومة الإلكترونية أولا كي تتدبر أمرها أما جانب طلب التمويل فـــــ «اقبض من دبش»!

الواقع له تراكمات ثقافية وهيكلة الدولة ونظمها الإدارية الحالية سبق وأن ذكرنا بأنها غير مؤهلة لعمل نقلة نوعية، وما يدفع به البعض من أحبتنا المخلصين تجاه وجوب توفير مناخ عمل يحفز اصحاب المبادرات ( المشاريع الصغيرة ) هو توجه محمود يتطلب في المقام الأول أن نحسن مفاهيمنا الثقافية ومن ثم نضع حوكمة عادلة تعطي كل ذي حق حقه دون تمييز... عندئذ نستطيع القبول بتصريحات البعض بأنهم يحاولون تطبيق الممارسات الغربية السليمة في مناخ عملنا المتأثر بثقافة الحسد وسلوك «كل يدني النار صوب قرصه»... والله المستعان!

 

[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي