| بقلم: الدكتور وليد التنيب |
الأمانة هي الأساس للعمل والأساس لنجاح الأعمال من وجهة نظرنا ونظر البعض أيضاً...
والامانة لا تعتمد على الشكل والملبس... ولا تعتمد على الشهادة الحاصل عليها... ولا تعتمد على الدرجة الوظيفية... كما لا تعتمد على الحزب الذي يتبعه الشخص... وإن كانت بعض الأحزاب (وإن لم يكن لدينا أحزاب)..... أمانة الاشخاص الذين ينتمون إليها ما شاء الله... أينما تضعهم يحرجونك بأمانتهم التي لا يدري التاريخ ما يمكنه أن يكتب عن عنها.
إذاً لنستمع لقصة صاحبنا جاسم...
قرر جاسم أن يجري تجربة عن الأمانة وعما إذا كانت هناك أي علاقة بين الموقع الوظيفي والأمانة... أم أن الأمانة لا علاقة لها بالموقع الوظيفي... سؤال ليس بالسهولة الإجابة عنه.
قرر أن يبدأ تجربته بالوظائف الصغيرة...
ذهب إلى محطة البنزين، وبعد التعبئة طلب من قام بها ثلاثة دنانير... أعطاه أربعة وقال له خذ هذه ثلاثة دنانير.
في التجربة الأولى... أخذ المسؤول عن التعبئة الدنانير الأربعة، وبعد عدّها، أكد له أنها ثلاثة وطلب منه بكل لطف الانصراف.
بعد إجراء عشر محاولات... شخص واحد فقط أرجع له الدينار ونبّهه إلى أنها أربعة وليست ثلاثة.
انتقل بعدها جاسم إلى الجمعيات، وأيضاً قام بالتجربة نفسها وكانت النتائج مشابهة لما حصل في محطات البنزين.
اتجه بعدها إلى المجمعات و«المولات» التجارية... والنتائج تغيّرت كثيراً بسبب وجود أجهزة للرصد والكاميرات التي تسجّل وتحرج وتفضح كل من يحاول السرقة أو العبث بالأموال...
بعدها قرر أن يجري تجربته على القياديين في الدولة... للأسف، لم تكتمل تجربة جاسم لنعلم النتائج ولنقارنها مع بقية النتائج، لأننا ببساطة لا نعلم أين جاسم الآن!
فبعدما أعلن اعتزامه إجراء تجاربه على عشرة من القياديين في الدولة... فجأة اختفى جاسم، وحتى أمه وزوجته وأولاده لا يعلمون أين هو الآن... أهو حي أو ميت؟!... كل الذي نعرفه أن زوجته نشرت مناشدة في الجرائد.
ولكن ما نعرفه جيداً أن الأمانة عند معظم أو كل القياديين في الدولة ممتازة، ويجب عدم اختبارها أو حتى التشكيك فيها.
مَن المجنون بعد قصة جاسم الذي سيتكلم عن الأمانة؟!
أرجو ألا تكون أنت... أما أنا، فأعلن للكل توبتي عن الكتابة في هذا الموضوع... «العمر مش بعزأة».