بروفايل / تربع على عرش النجومية منذ أواخر الستينات

محمود ياسين... أحد فرسان السينما المصرية في عصرها الذهبي

تصغير
تكبير
| إعداد رشا فكري |

حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.

البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.

وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان محمود ياسين :



ولد محمود ياسين في مدينة بورسعيد، ودرس في كلية الحقوق بجامعة القاهرة وتخرج فيها في العام 1964. كان أبوه موظفاً في هيئة قناة السويس، وكانوا يعيشون في فيلا ملكاً لشركة القناة، وذلك قبل الثورة وصدور قرار بتأميم قناة السويس.

وطوال سنوات دراسته في الحقوق، كان حلم محمود ياسين بالتمثيل يعيش في داخله، خصوصاً في المسرح القومي. لذلك، تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج في كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، وفي الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قراراً بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعيّن في موطنه الأصلي. ورغم حبه لمدينته، الا أنه لم يتصوّر فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكانت بمثابة انكسار فكري وروحي، خصوصاً للشباب.



الانطلاقة الفنية

يُعدّ محمود ياسين أحد فرسان السينما المصرية في عصرها الذهبي ونجما متألقا على الشاشة الفضية. كما أنه واحد من أعمدة المسرح في العصر الحديث، فنان قادر على التقمص والاقناع بكل حواسه اعتباراً من صوته الرخيم ونظراته الحادة وملامحه المؤثرة. ولا شك أن تلك الخصوصية في قدرته على الالقاء تعد احدى عناصر تفرده الفني حيث تخرج كلماته واضحة مستقرة في أعماق المشاهد لترسخ خفايا وأبعاد العمل الدرامي. له تاريخ طويل من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون والاذاعة. ولتميّزه بصوت رخيم وأداء مميز في اللغة العربية، تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، كما أدى أدواراً قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية.

تربع على عرش النجومية في السينما المصرية منذ أواخر الستينات واستمر بطلها المتميز في السبعينات وأستاذها في الثمانينات وحكيمها في التسعينات من دون أن يتخلى عن حيوية الفتى الأول ليواصل عمله الذي جنّد نفسه له في معترك التمثيل بالقدر نفسه من الابداع والتلقائية والجدية على امتداد أكثر من خمسة وثلاثين عاماً.



المسرح

حين تم تعيين محمود ياسين في المسرح القومي، بدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية «الحلم» من تأليف محمد سالم واخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها انطلقت رحلته الحقيقية على خشبة «المسرح القومي» والذي قدم على خشبته أكثر من 20 مسرحية أبرزها «وطني عكا»، «عودة الغائب»، «واقدساه»، «سليمان الحلبي»، «الخديوي»، «الزير سالم»، «ليلة مصرع غيفارا»، «ليلى والمجنون» وتولى ادارة المسرح القومي لمدة عام ثم قدم استقالته.



السينما

أما عن علاقته بالسينما، فقد بدأت بظلم شديد لها من جانبه، ففي بداياته الأولى لم يكن يدرك أهمية هذا الفن الساحر ومدى تأثيره على المجتمع وفي الناس، ولم يكن حينئذ قد شاهد أعمال المخرجين الكبار، فقد قدمه المخرج صلاح أبو سيف للسينما عندما أسند اليه دوراً صغيراً في فيلم «القضية رقم 68»، ثم شاهده المخرج حسين كمال أثناء عرض مسرحية «سليمان الحلبي» فأسند اليه دوراً صغيراً كفلاح في فيلم «شيء من الخوف» العام 1969، ثم منحه فرصة عمره عندما أسند اليه بطولة فيلم «نحن لا نزرع الشوك» في العام 1970 بالرغم من اعتراض المنتج رمسيس نجيب الذي قدم له عقد احتكار لفيلمين بعد نجاح هذا الفيلم وهما «الخيط الرفيع» و«أختي».

تمكن محمود ياسين خلال فترة قياسية أن يثبت أقدامه على الساحة السينمائية حينما بدأ العمل مع كبار المخرجين الذين أسندوا اليه البطولة المطلقة، فشارك مع المخرج صلاح أبو سيف في «الكداب» العام 1975، «سنة أولى حب» العام 1976 و»وسقطت في بحر العسل» في العام 1977، ثم مع المخرج كمال الشيخ حيث عمل معه في «على من نطلق الرصاص»، «وثالثهم الشيطان» و«الصعود للهاوية». كما عمل مع حسام الدين مصطفى حيث قدما معاً «قاع المدينة»، «غابة من السيقان»، «الرصاصة لا تزال في جيبي» وغيرها من الأفلام.

أيضاً عمل مع مخرج الروائع حسن الامام، فقدما «حب و كبرياء»، «وانتهى الحب»، «بعيدا عن الأرض» وغيرها، ثم المخرج هنري بركات حيث عملا بسخاء 12 فيلماً منهم «الخيط الرفيع»، «أفواه وأرانب»، «اذكريني»... وغيرها من الأفلام.

وبالرغم من حرصه الشديد على نجوميته، الا أنه لم يخش العمل مع مخرجين جدد، فقام ببطولة أول أفلام علي بدرخان «الحب الذي كان»، محمد فاضل «شقة في وسط البلد»، محمد عبدالعزيز «امرأة من القاهرة»، علي عبدالخالق «أغنية على الممر»، مدحت السباعي «وقيدت ضد مجهول»، أحمد النحاس «الطائرة المفقودة»، أحمد يحيى «العذاب امرأة»، شريف يحيى «أسوار المدابغ» وعبد اللطيف زكى «خيوط العنكبوت». كما عمل مع المخرج الفلسطيني غالب شعث في فيلم «الظلال في الجانب الآخر» والدكتور فاروق الرشيدى في فيلم «الفضيحة» وحاتم راضي في فيلم «رجل ضد القانون» وتيمور سري في فيلم «تصريح بالقتل» وطارق النهري في فيلم «الشجعان»، واسماعيل مراد في فيلم «اغتيال فاتن توفيق» وأخيراً ايهاب راضى في فيلم «فتاة من اسرائيل».



نشاطاته

ترأس محمود ياسين جمعية فناني وكتاب واعلاميي الجيزة منذ انشائها قبل 21 عاماً، والتي تمنح جوائز سنوية للأوائل من خريجي أكاديمية الفنون الجميلة وكلية الفنون التطبيقية وكلية الاعلام، بخلاف تكريم الفنانين والفنيين المتميزين سنوياً.

وقد شارك في عضوية ورئاسة عدد من لجان التحكيم للمهرجانات السينمائية الدولية ومنها:

• عضوية لجنة تحكيم مهرجان قرطاج السينمائي العام 1988.

• عضوية لجنة التحكيم الدولية للدورة 18 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام 1994.

• رئاسة لجنة تحكيم المهرجان السادس والأربعين للسينما المصرية الذي أقامه المركز الكاثوليكي المصري للسينما العام 1998.

• الرئيس الشرفي للجان تحكيم مهرجان القاهرة الرابع للاذاعة والتلفزيون العام 1998.

• عضو لجنة تحكيم المهرجان القومي الخامس للسينما المصرية العام 1999.

• رئيس لجنة تحكيم بانوراما السينما المصرية بمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي العام 1999.



حياته الشخصية

تزوج محمود ياسين من الفنانة الممثلة المصرية شهيرة، وأنجبا الممثل عمرو محمود ياسين والممثلة رانيا محمود ياسين والتي تزوجت الممثل المصري محمد رياض.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي