انوار مرزوق الجويسري / فواصل فكرية / أول يوم سفر!

تصغير
تكبير
| أنوار مرزوق الجويسري |

كلنا نعلم بأن السفر فرصة لنتعلم مهارات وطرق تفكير وتجارب جديدة، لكن أيُعقل أن تكون رحلة التعليم تلك أقوى ما تكون في أول يوم لك في السفر؟، كما تعودنا في أول يوم من الدراسة أن نواجه اختباراً يُسمى بـ «اختبار القدرات» لتحديد مستوانا العام وكذلك لا بد من اجتياز هذا الاختبار للقبول في الجامعات، ومن باب المقاربة هذا بالضبط ما يحدث في أول يوم سفر.

في اليوم الأول تكتشف نفسك، وتُوضع في أكثر المواقف صعوبة، تتعرف على أكثر الأمور التي تزعجك، والأحداث التي لا تتمالك فيها نفسك، تكتشف أيضاً المواقف التي سريعاً ما ينفد فيها صبرك وتنفعل في وجه من أمامك، تمارس أعمالاً لم تعتد عليها وتنام على كرسي الطائرة الذي لا يُشبه سريرك، تفقد كل وسائل الراحة التي اعتدت عليها، ثم تتصرف وفقاً لكل ذلك، هل راقبت نفسك؟

الإجابة على ذلك السؤال تحدد أهدافك من السفر، فإن كان من أهدافك أن تتعلم حياتياً وخبراتياً بالإضافة لهدف السياحة أو العلاج أو طلب العلم فستراقب نفسك في أول يوم، وإن كنت ممن يسافر لهدف واحد فسيصعب عليك مراقبة نفسك واكتشاف نفسك من أول يوم، ولك أن تتخيل حجم الفائدة التي ستجنيها من ذلك اليوم، فقد قيل في اكتشاف النفس أنه أهم من اكتشاف العالم، وقد تكون محكات السفر أهم الوسائل التي تكتشف فيها ذاتك.

لا يخفى على القارئ أننا شعب نهوى السفر لأسباب تكاد تكون مقنعة أحياناً وأحياناً أخرى تكون غير منطقية وغير مقبولة، ولو حاول كل واحد منا أن يراقب نفسه في السفر ليتعرف عليها لكنا أكثر خبرةً وأعمق فهماً، وبعيداً عن الترف الفكري في تعلّم المهارات دون تطبيقها يكون السفر مجال التغيير الأكثر فسحة لنطبق ما تعلّمنا من مهارات، وابدأ من سفرك القادم في المراقبة ثم التعلّم لتكون متعتك مفيدة وفائدتك ممتعة.

 

@anwar1992m

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي