حديث / التعليم في الكويت... إلى أين؟

u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632 u0633u0639u0648u062f u0627u0644u0639u064au0633u0649
عبدالعزيز سعود العيسى
تصغير
تكبير
| عبدالعزيز سعود العيسى |

إن التعليم يعتبر في شتى بقاع الأرض هو الأساس لبناء الشعوب وبناء الحضارات وهو عنوان التقدم والتطور والنجاح في الدنيا وبالآخرة** أيضاً، فلو نظرنا إلى الدول التي أصبحت الآن في مصاف الدول الأولى في العالم لوجدنا أن هذه الدول دائماً وأبداً تضع التعليم ضمن أولوياتها وضمن خططها لتحقيق النجاح والتقدم لمجتمعها، فهذه الدول لم تنهض ولم تحقق هذه العظمة إلى بعد ما اهتمت بالتعليم وحرصت عليه كل الحرص.

وللأسف الشديد ونحن نقولها بحسرة ان هذه الديباجة التي ذكرتها في بداية المقال لن تكون في حسبان المسؤولين في بلدي فنحن نعاني من مشكلة تدني التعليم في الكويت وبشكل مخيف، فتؤكد الدراسات الأخيرة أن الكويت وبكل حسرة تحتل المركز الأخير خليجياً والمركز 104 عالمياً بالنسبة لجودة التعليم، فهذه المراكز فعلاً مخجلة وتبين الهبوط الحاد في جودة التعليم في دولة الكويت وكأننا تناسينا أن التعليم هو أساس المجتمعات وتقدم الشعوب.

ويبقى السؤال الذي دائماً يطرح... من هو المسؤول عن هذه المشكلة؟ ومتى ظهرت هذه المشكلة؟ وكيف نستطيع حلها؟ كلها أسئلة لو وجدنا لها إجابات صريحة وشافية لاستطعنا على الأقل أن نتجنب السقوط مرة أخرى في هذه الإحصائيات التي جعلتنا نخجل من هذه النتائج السلبية.

والأطراف المسؤولة عن تدهور التعليم في الكويت عديدة وأولها الحكومة وسياسة الحكومة التي أصبحت لا تضع التعليم ضمن أولوياتها فغاب الدعم الكبير للتعليم وأصبحنا نعاني من مشاكل عدة من مرحلة رياض الأطفال حتى الجامعة التي أصبحت لا تتقبل المزيد من الطلبة بسبب قلة إمكاناتها وكأننا دولة فقيرة تعاني من النقص المادي، فلو كانت هناك سياسة واضحة وسليمة تهدف إلى رفع مستوى التعليم لما وجدنا هذه النتائج السلبية من مخرجات التعليم في دولة الكويت.

ومن ثم نأتي على الطرف الآخر وهو المعلم الذي يعتبر عنصراً مهماً وفعالاً في نمو التعليم في دول العالم، فللأسف أصبح بعض المعلمين الوافدين غير مبالين لمصلحة طلبتنا وكان هم بعضهم الدروس الخصوصية وكسب الأموال بأي طريقة ولا ننسى بعض المواطنين الذين دخلوا في مجال التدريس فالبعض منهم كان أداؤه باهتاً ولم يكترث لمصلحة بلده ولم يستشعر الوظيفة العظيمة التي يؤديها وعلى الرغم من هذا تبقى هناك نسبة من المعلمين المخلصين سواء كانوا وافدين أم مواطنين فهم كانوا وما زالوا يؤدون عملهم بكل اخلاص فمن حقهم علينا أن يتم تكريمهم ومعاقبة المقصرين وهذا الأمر واجب حدوثه.

ولا ننسى أيضاً الطالب الذي لم يعد يهتم بدروسه فأصبح هم بعضهم التخرج بأي نسبة فغابت الطموحات والآمال التي من المفترض أن تكون حاضرة في عقلية الطالب الذي يطمح ببناء وطن وهذه العقلية تبلورت بعد ما أصبحنا مجتمعات مترفة، وهذه العقلية لم تظهر في بعض أبنائنا إلا بسبب قلة وعي الأسرة وعدم تقديم النصح والإرشاد ومتابعة الطالب وبلا شك أن مسؤولية الأسرة كبيرة جداً وهي جزء لا يتجزأ من المجتمع فمتى ما تغيرت قناعات بعض الأسر وكانوا حريصين كل الحرص على وصول أبنائهم إلى مراتب عليا في التعليم، فمتى ما تطور فكر وثقافة المجتمع فحينها سوف ننظر للتعليم بمنظور آخر يجعلنا شعوباً متطورة ومقدرة لأهمية التعليم.

ومن هذا المنبر أنا أطالب كل هذه الأطراف التي تتحكم في جودة التعليم، نطالبهم بالتعاون والتكاتف للارتقاء بالتعليم وأول طرف يجب أن يفعل دوره هي الحكومة التي دائماً تتواجد على رأس المسؤولية ودائماً تتحكم في نجاح أو فشل أي خطة تضعها الدولة ومن ثم يأتي دور البقية للتكاتف مع الحكومة من أجل النهوض بالتعليم.



* كاتب وأستاذ جيولوجيا
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي