في اتصال مع أحد النواب المخضرمين سألته عن وضع مجلس الأمة الجديد فأجابني بزفرة حزينة: نخشى ألا نكون بمستوى التوقعات التي ينشدها الشعب الكويتي، لا النواب ولا الحكومة!! فالناس تتوقع منا إنجاز الكثير، والإحباط المهيمن على الشعب وتردي الخدمات يجعل مهمتنا صعبة جداً!
أوافق النائب الفاضل إحباطاته، فتراكم الفشل والسلبيات قد شكل رأياً عاماً لا يرى خيراً في وعود حكومته أو مجلسه، وحتى عندما بذل الناخبون جهداً كبيراً في اختيار ممثليهم لمجلس 2013 فقد رأينا كيف تم تعطيل المجلس لأكثر من ثلاثة أشهر دون مبرر، وتساءل الناس: لماذا ضغطتم على المرشحين لكي يبذلوا جهوداً مضاعفة خلال شهر رمضان المبارك، وضغطتم على الناخبين لكي يضيعوا خشوعهم وصلواتهم خلال هذا الشهر الفضيل ويحضروا الندوات ثم ليصوتوا لمرشحيهم، ثم أعطيتموهم عطلة مفتوحة لكي تسمحوا للمسؤولين بالسفر الطويل وترك البلد في أشد الأوقات حاجة؟!
لقد شاهدنا النتيجة وهي أن كل نائب قد بدأ يغرد في سربه ويهدد ويتوعد طواحين الهواء، وبدأنا نسمع عن استجوابات مستحقة لكثير من الوزراء ومطالبات بحل الحكومة وإعادة تشكيلها!! وتساءل النواب عن برنامج الحكومة ولماذا لم يتم تقديمه!!
وفي الحقيقة فإن كل ما يذكره النواب عن تخبط الحكومة وعجزها عن الأداء صحيح ولكنه عبارة عن تراكمات سابقة لا ندري إن كان المجلس والحكومة يستطيعان إصلاحها.
على الضفة الأخرى نرى بأن المعارضة الكويتية ممثلة بتنظيم (نهج) قد رأت الفرصة مواتية للضرب على الحديدة وهي حامية حيث نظمت في الأسبوع الماضي ندوة (الكويت تُسرق) وجاءت بدلالات كثيرة على ذلك، بالرغم من اللهجة المتشائمة التي تكلموا بها، فبحسب كلام الأخ أحمد السعدون فإن الكويت تمر أمام أخطر مرحلة باعتراف الحكومة، وأن غالبية القيادات الإدارية قد جاءت بالواسطة ولم تأت بالكفاءة بحسب تصريح رئيس الوزراء!!
ثم ذكر السعدون بأن حجم العجز التراكمي سيصل إلى 344 مليار دينار وأنه سوف يلتهم الاحتياطي العام للدولة واحتياطي الأجيال القادمة، وزاد السعدون بأن العجز الحقيقي سيبدأ عام 2013 إلى 2020، واستدل بقول السفيرة الأميركية السابقة بأن الكويت ستنتهي عام 2020!!
ثم تحدث السعدون عن أن نسبة الانجاز في مشاريع التنمية بعد مرور 5 أعوام هي صفر في المئة!!
هنالك أمور كثيرة تكلم عنها النواب والمعارضة، وهنالك أمور نستطيع أن نتكلم عنها وهي لا تخفى على أحد، ولكن من الذي يعلّق الجرس ويطمئن الشعب الكويتي بأن هنالك رجالاً يستطيعون إصلاح الوضع المختل وأن يتداركوا مواطن الفساد بدلاً من أن نسمع الانتقاد والنصائح من الجميع، ثم لا نجد من يتحرك لإصلاح الأوضاع ووضع الأمور في نصابها؟!
أتمنى على الحكومة تعطيل أعمالها لفترة من الزمن كما فعلت الحكومة الفيديرالية الأميركية، على الأقل لالتقاط الأنفاس والتفكر في مستقبل البلد بدلاً من تعطيل المجلس وتكرار حلّه ثم نأتي لنكتشف بأن حكومتنا كانت وقتها نائمة في العسل!!
د. وائل الحساوي
[email protected]