| مبارك مزيد المعوشرجي |
تخطئ الحكومة ومؤيدوها خطأ فادحاً إن ظنوا أن المعارضة الشعبية قد انتهت، لمجرد أن الحراك السياسي في الشوارع والميادين قد توقف.
نعم انشغلت بعض قياداتها بالقضايا القانونية المرفوعة عليها من الحكومة وآخرين، ولكن الأحكام بالبراءة أو الأحكام المخففة أو عدم النطق بالحكم توحي بضعف التهم الموجهة إليهم.
وقد تكون فئة صغيرة منها ارتأت بأن المشاركة في انتخابات الصوت الواحد محاولة لتغيير مرسومه من داخل المجلس بعد الحكم بدستوريته، وهم يظنون أن غياب المعارضة عن المجلس ضررها أكبر كثيراً على مستقبل الديموقراطية من التواجد فيه.
وقد اعترفت المعارضة ببعض الأخطاء وتصرفات شبابية طغى عليها الحماس والتسرع، لذا وبظني إن المعارضة الآن بحالة تأمل ودراسة، وتصويب لأخطائها في الممارسات الميدانية، والتخلي عن بعض ممن لا تثق فيهم من كوادرها، ودراسة جدوى عودتها للانتخابات حسب قانون الصوت الواحد، ومدى قدرتها على الحصول على أغلبية نيابية تمكنها من تغيير هذا النظام، الذي تراه غير دستوري.
إن المعارضة في جميع دول العالم المتحضر الديموقراطي جزء من منظومة الحكم، فهي الرقيب على الحكومات وتحاسبها على أخطائها، وتحذرها من أي تجاوز أو إخلال عبر المجالس المنتخبة وأدواتها الدستورية، وتحفز على العمل بجد وإخلاص وشفافية.
وهذا ما تقوم به المعارضة الشعبية الآن بهدوء وإصرار، دون أي تشنج كما كان في السابق، وهم يرصدون باستمرار إنجازات ومشاريع الحكومة وما تقدمه من قوانين لمجلس الأمة، ويقيمون كل ذلك عبر كتّابهم في معظم الصحف الكويتية، أو في مقابلات متلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.
والمعارضة إن غابت عن صخب الشارع وتخلت عن التصادم مع قوات الأمن، والحرص على عدم تجاوز القوانين، لكنها موجودة وبقوة بين الناس وإن غابت عن مجلس الأمة.
***
إضاءة
يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي محذراً الأمير سيف الدولة الحمداني من ابن عمه أبي فراس الحمداني:
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ