السنيورة يضع اليوم «مسودّة» حكومته الثلاثينية لمباشرة اختبار نيات بـ «الحقائب» قبل الأسماء

تصغير
تكبير

| بيروت - «الراي» |


لم تكن تكوّنت حتى ما بعد ظهر امس، ملامح واضحة وكافية لرسم الخط البياني الذي تتخذه عملية تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، بعد 24 ساعة فقط من انهاء الرئيس المكلف تشكيلها فؤاد السنيورة استشاراته النيابية بعد ظهر السبت.

الا ان عطلة نهاية الاسبوع، شهدت اتصالات كثيفة بعيدة عن الاضواء لم تعترضها الزيارة التي قام بها امس، لبيروت وزير الخارجية الالماني فالتر شتاينماير وجولته على رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري والسنيورة. واذ جاءت زيارة شتاينماير في اطار الزيارات المتلاحقة لمسؤولين دوليين اظهاراً للدعم الذي حظيت به تسوية الدوحة وتأكيداً لمساندة الرئيس سليمان وعهده الجديد، فإن الاهتمامات انصبت على معرفة حقيقة العقبات التي بدأت تواجه السنيورة واذا كانت من النوع التقليدي الذي يرافق غالباً تشكيل الحكومات ام انها ذات طابع فريد هذه المرة يتصل بالوضع السياسي الناشئ بعد اضطرابات مايو الماضي؟

والواقع ان معظم المؤشرات لا يزال يوحي بأن هذه العقبات لم تصل بعد الى حدّ الازمة الحقيقية وان امكان الاقلاع في معالجتها يبدو في كفة راجحة حتى الآن على الاقل. لكن ذلك لا يعني ان الطريق ستكون معبّدة ومسهلة بسرعة. فتوزيع الحقائب يعتبر الاساس الذي يمكن على اساسه استكمال عملية التشكيل اذ يسهل عندها اسناد كل فريق الحقائب التي يتم التوافق على توزيعها على اسماء مرشحيه. ولا تزال توزيعة الحقائب في طورها الاولي الذي يتردد انه يتناول الحقائب السيادية الاربع اي الداخلية والدفاع والخارجية والمال. ويبدو ان ثمة تسليماً بإعطاء الدفاع والداخلية لوزيرين يسميهما رئيس الجمهورية، من بينهما الياس المر الذي يحتفظ بالدفاع فيما تذهب الخارجية الى المعارضة (بري) والمال الى الاكثرية (السنيورة شخصياً او اعادة تعيين جهاد ازعور اذا حلت عقدة التوزيع الماروني).

وفي ضوء ذلك، تبقى العقدة الاكبر متصلة بالحقائب الخدماتية التي لا ينحصر التنافس عليها بين الغالبية والمعارضة بل ينسحب ايضاً على تنافس داخل كل فريق لا سيما بين افرقاء المعارضة انفسهم.

وتقول اوساط قريبة من الاتصالات الجارية، ان اليوم سيشهد على الارجح تطورات نوعية في بلورة مطالب الافرقاء وفرزها بدقة مع تحقيق محتمل لبعض التوافقات التي لاحت بوادرها في اتصالات الساعات الاخيرة. وتشير الى ان ثمة ضغوطاً كبيرة من القوى المارونية تحديداً لنيل المقاعد الخمسة التي تعود الى الطائفة. ومن حيث المبدأ، فان مقعداً مارونياً سيذهب الى الرئيس واثنين آخرين الى تكتل العماد ميشال عون واثنين آخرين سيذهبان الى قوى 14 مارس المارونية («القوات اللبنانية» والكتائب). لكن ذلك سيحول دون توزير ماروني آخر من حصة لقاء قرنة شهوان (بطرس حرب مكان نايلة معوض)، وهو الامر الذي شكل عقدة اساسية يضاف اليها ان الرئيس امين الجميل وسمير جعجع اوحيا برغبتهما في التوزير ما احرج المعارضة المسيحية وكذلك الشيعية، وأشعرها بأن ثمة رغبة في احداث توازن معين في الحكومة قد تنقلب معه مقاييس التوزير.  وهذه العقبات اضافة الى مطالب تتصل بحقائب تسعى الغالبية الى الاحتفاظ بها يتعين حلها بسرعة والتوافق عليها عبر الاتصالات كي يصبح ممكناً تحديد افق زمني محتمل لعملية التشكيل التي يؤكد الجميع انها لن تصل الى أزمة.




السنيورة: رشيد كرامي

رجل التضحية من أجل المبادئ

لمناسبة الذكرى 21 لاغتيال الرئيس رشيد كرامي والذكرى الثالثة لاغتيال الصحافي والمناضل اليساري سمير قصير، قال الرئيس المكلف تشكيل حكومة جديدة في لبنان فؤاد السنيورة، «تكاد لا تمضي مرحلة من مراحل جلجلتنا اللبنانية إلا وتكون مخضبة بدماء شهداء أبرار نفتقدهم ونتذكرهم ونحيي مآثرهم».

وتابع: «اليوم (امس) تحل ذكرى الرئيس الشهيد كرامي، رجل الدولة والعروبة الحقة والتضحية من أجل المبادئ، وكذلك نتذكر اليوم، الصحافي الحر والكاتب والمفكر الألمعي، سمير قصير وكم نفتقدهما ويفتقدهما معنا سائر اللبنانيين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي