No Script

ناصر بدر العيدان / من الآخر / وما أدراك ما التجنيد

تصغير
تكبير
| ناصر بدر العيدان |

هل سألت نفسك يوماً: ماذا يفعل الجيش الكويتي في وقت السلم؟ هل له دور في التنمية الشاملة؟ مخطئ من يظن أن الجيوش أنشئت للحروب فقط، الجيوش لم تكن عالة أبداً على شعوبها في وقت السلم.. أما جيشنا، فلا أرى له أي دور تنموي في المجتمع، خصوصاً ونحن دولة لا تعرف الحروب. وربما الدور التنموي الواضح الذي كان لجيشنا هو مشروع «التجنيد» الذي كان عبارة عن تدريب لشبابنا على الالتزام والضبط والربط والعزيمة والاستعداد النفسي، ولكنه توقف بحجة الإهمال، وعدم الاحتياج.

الجيش في مصر له ادوار تنموية عدة في حالة السلم، حيث ينطوي تحت لواء الجيش المصري عشرة مصانع: مصانع للطائرات وللالكترونيات وللسيارات، وتنتج هذه المصانع مختلف الصناعات الثقيلة ذات الجودة المتميزة، وهذا بلا شك يحقق هدفاً استراتيجياً حدده لنفسه الجيش المصري، وهذا الهدف هو المحافظة على التنمية الاقتصادية في مصر في وقت السلم. كما أن للمرأة نصيبا في هذه التنمية، فلدى الجيش المصري معهداً للتمريض يُخرّج ممرضات بدرجة ملازم، أي ان النساء لا يخدمن في الشرطة فقط، بل في الجيش كذلك. هذا التنوع في خدمة المجتمع يعتبر قيمة مضافة الى التنمية الشاملة، بل ويصب في التقليل من البطالة، والاستفادة من الموارد الجبارة المصروفة على الجيش ايجابيا على المجتمع بنسائه ورجاله، وعلى المستوى القريب المنظور.

نحن في الكويت لدينا فرصة قد لا تسنح لكثير من الدول، لدينا قاعدة أميركية عريضة.. وأجهل لماذا لا نستفيد منها على الجانب البشري، ففي كل عقد استقدام مستثمر خارجي في اي دولة، تشترط الدول الواعية ان يقدم هذا المستثمر الخارجي خطة لتدريب الكوادر الوطنية، بل ونطمح الى الأكثر، ان ينشئ هذا المستثمر العسكري مراكز لتدريب كوادرنا العسكرية.. ما المانع ان نطلب ذلك من الجيش الأميركي؟ فتبادل الخبرات وخصوصاً للمجندين في مختلف الوظائف يضيف للمجتمع ككل وليس للجيش فحسب. ان لم تقع الحروب اليوم، من يضمن عدم وقوعها في المستقبل؟ أنا مؤمن بالاعتداد والاستعداد، ولذلك فإن عودة التجنيد ضرورة وطنية، وتنمية بشرية لا غنى لكل أمة عنها، وصدق من قال: اتسلف وازرع.. ولا تتسلف وتبلع!

 

Nasser.com.kw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي