ضاد / جامعة جابر... الحلم والواقع

u062f. u0623u062du0645u062f u0628u0646 u0628u062du0627u0631 u0627u0644u0631u0634u064au062fu064a
د. أحمد بن بحار الرشيدي
تصغير
تكبير
| د. أحمد بن بحار الرشيدي |

جامعة جابر... كنت أظنها ستكون صرحا علميا حضاريا، وابداعا هندسيا يوحي بأهمية مضمون المكان ومكانته عند الدولة والمواطن، ولكن** هذا الظن تبدد حين رأيت بعيني المكان الذي يعيدنا الى الوراء سنوات لا الى الأمام.

واني في هذا المقال أعزي نفسي وطلابي لفقدنا حلما كنا نظنه سيتحقق في هذه الجامعة الحديثة التي تحمل اسم رمز وطني كبير، ولكن واقع هذا المكان يفتقر الى مقومات المباني الجامعية التقليدية، نعم قد يصدق عليه مبنى معهد أو مركز، أو نحو هذه المسميات، وأما جامعة حديثة، فلا!

كيف تكون جامعة، وهي لا تتوافر في أقسامها مكاتب لائقة بأعضاء هيئة التدريس، بل إنها لا تكفيهم في عددها فضلا عن مساحتها، حتى أن بعض الزملاء اضطروا الى أن يأوي بعضهم بعضا، والأغرب من هذا أن أعضاء هيئة التدريس الجدد، لن يجدوا لهم موضع قدم يأويهم، اللهم ان قامت ادارة الجامعة ببناء مكاتب مؤقتة من الصفيح «الكيربي»؟! ويبدو أن هذه المكاتب ستلاحقنا في كل مكان، وقد كان بعض الزملاء أقام بها فصولا دراسية، بعد عودته من جامعة عريقة من جامعات أوروبا، قل لي بربك كيف تكون نفسية الأستاذ وهو قابع فيها، كيف ينتج، وكيف يبدع؟! وقد كانت لي أنا كاتب هذه السطور تجربة مريرة في البحث عن مأوى في القسم في المبنى القديم، وقد مكثت أياما في البحث عن كرسي لمكتب مهترئ مؤقت؟! وفي الوقت نفسه كان هناك مكتب، أمسى مغلقا لسنوات في المبنى القديم، لم يستطع أحد أن يدنو منه، وكأنه ملكية خاصة لصاحبه الذي تركه ليملأ فراغ منصب رفيع!

دع ما مضى، وصدق أو لا تصدق ؛ قسم اللغة العربية وآدابها وقسم اللغة الفرنسية وبعض الأقسام المتداخلة معهما ليس فيهم سوى حمام واحد «لا غير»؟! وقد كان الحالم يظن أن القسم ستلحق به استراحة لأعضاء هيئة التدريس، ويزود بمكتبة مصغرة ملحقة بها... أليست جامعة! واذا نحن نبحث عن حمام ثان لنحو ثلاثين عضو هيئة تدريس!

أما الطلبة- أحسن الله عزاءهم- فحسبهم أن القاعات الدراسية أقل عددا منها في المباني القديمة، وهذا سيضطرهم الى الحضور في ساعات متأخرة من النهار، كما كانوا من قبل - لكي تعمل القاعات بأقصى طاقتها؟!

وكم آلمني منظر مكاتب أعضاء هيئة التدريس والقاعات المتكدسة بالكراسي والأثاث القديم المنقول من المبنى القديم.

ان الجامعة التي تخرج مربي الأجيال أهم جدا مما عداها من الوزارات والمؤسسات حتى الأكاديمية منها فضلا عن ملاعب كرة القدم، ثم ان موقع جامعة جابر- يسر الله ولادتها- المجاور لاستاد جابر- شفاه الله- المتاخم للمدينة الجامعية - أطفأ الله نارها- يؤكد حقيقة أن الحكومة عبقرية في الغباء.

ولكي لا أطيل في وصف هذا الهم والوهم، أقول باختصار:

لو كانت جامعة حقا، لكانت عمادة الدراسات العليا أهم مبانيها، ولكنها في حقيقة الأمر، لا تعدو أن تكون قرصا تعليميا مخدرا، والسلام.



* كاتب وأكاديمي كويتي

On Twitter: @analrashedi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي