المصطافون... إلى بحمدون آتون

تصغير
تكبير
|بيروت - من أحمد الموسوي|

غيّر اتفاق الدوحة وجهة سير لبنان من طريق الخلاف والانقسام الذي كاد ان يُشعل حرباً اهلية جديدة، الى طريق الحوار والتفاهم لاستعادة الوحدة الوطنية وحفظ السلم الاهلي بين مختلف اطيافه، فغيّر المصطافون العرب وخصوصاً ابناء الدول الخليجية وجهة سفرهم في موسم الاصطياف في اتجاه لبنان، حيث بدأت الفنادق والمطاعم وسائر الاماكن والمناطق تستعد لاستقبال موسم سياحي سيكون الاغنى والاهم بحسب توقعات العاملين في الاصطياف في السياحة في عروس المصايف اللبنانية بحمدون.


نسيم من الدوحة

رئيس بلدية بحمدون اسطا ابو رجيلي يغمره الفرح من النسيم الذي يلفح وجهه على شرفة المطعم الذي يملكه «حليم» ومن النسيم الذي هب على لبنان وبحمدون من «اتفاق الدوحة» الذي «اعاد التفاؤل والامل الى النفوس» على ما قال ابو رجيلي، الذي اضاف «كنا خائفين جداً على لبنان وعلى موسم الاصطياف بسبب الازمة السياسية والخلافات الحادة التي كانت قائمة بين اللبنانيين، ولكن بعد اتفاق الدوحة استعاد البلد الروح واستعدنا انفاسنا، ونحن، بعد احلال السلام والوفاق في ربوع لبنان، ننتظر ان يكون موسم الاصطياف رائعاً هذا العام، وكل الاخبار تبشر بذلك، فاخواننا من اهل الخليج الذين كانوا ينوون التوجه في الصيف لقضاء اجازاتهم في بلدان عربية واوروبية، عادوا وغيروا وجهة سفرهم الى لبنان الذي ينتظرهم بشوق ومحبة».

وعن تحضيرات بلدية بحمدون لاستقبال المصطافين هذه السنة، قال ابو رجيلي «رغم الاجواء غير المشجعة التي كانت سائدة قبل اتفاق الدوحة، كنا نتحضر لموسم الاصطياف ولم نفقد الامل لاننا نعيش في بلد تعودنا فيه على المفاجآت، ففي العام 2006 حصلت حرب يوليو والبلد يعج بالمصطافين، واليوم كنا على وشك فقدان الامل من موسم السياحة فحصل اتفاق الدوحة، ولكن الحمد لله لم نتفاجأ ابداً بغيرة اخواننا العرب ومحبتهم، وخصوصاً الخليجيين والكويتيين منهم، الذين نعتبرهم شركاءنا في الوطن لما تربطنا بهم من علاقات اكثر من اخوية، فكما نحن نفتح لهم قلوبنا في لبنان، هم ايضاً يفتحون قلوبهم في كل دول الخليج العربي لابنائنا للعمل هناك، ولذلك حين يأتون للاصطياف لا نعتبرهم مجرد ضيوف بل هم من اهل البيت، فليس من العجب اننا تلقينا عشرات الاتصالات من الكويت يوم اتفاق الدوحة، تهنئنا بالاتفاق، لان ابناء الكويت يعتبرون لبنان وطنهم الثاني، ونحن نقول لهم اهلاً وسهلاً ، فدياركم اشتاقت لكم واخوتكم اللبنانيون اشتاقوا لكم ونشكر غيرتكم ومحبتكم وعملكم الدؤوب انتم وسائر الاخوة العرب على انجاح مؤتمر الدوحة الذي وضع لبنان على سكة التعافي والخروج من المحنة».

ويعد ابو رجيلي المصطافين بان يكون هذا العام مميزاً بما يتم تحضيره من برامج واستعدادات ومهرجانات سياحية عدا الحفلات الموسيقية والفنية والرياضية والترفيهية التي سيتولى معظمها القطاع الخاص «الذي بدأ ينشط ليكون كل شيء جاهزاً مع بداية موسم الاصطياف في نهاية شهر يونيو».


الحرب ممنوعة

في العام 2005 اغتيل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري فتراجع موسم الاصطياف، وفي العام 2006 وقعت حرب يوليو في عز الموسم، وفي العام 2007 حصلت احداث نهر البارد، ولذلك تصرخ منى الخير التي تدير محلاً لحلويات البحصلي والرفاعي بـ «الحرب ممنوعة هذه االسنة»، ثم تبتسم وتقول «ان شاء الله هذه السنة تكون جيدة ونحن متفائلون بان السلام الذي حل في لبنان بعد مؤتمر الدوحة سيستمر الى الابد وسنستمر في استقبال المصطافين من كل البلدان وخصوصاً من الدول العربية في الخليج».


استعدادات وجهوزية

الفنادق في بحمدون لم تفتح ابوابها بعد، لكنها اصبحت جاهزة خلال الايام المقبلة لاستقبال المصطافين، والتوقعات على هذا الصعيد اكثر من جيدة، وعن ذلك قال المدير العام في فندق السفير زمان الخازن «بعد اتفاق السلام في الدوحة فوراً بدأت الاتصالات من العرب الذين كانوا مثل اللبنانيين ينتظرون بفارغ الصبر عودة الهدوء والاستقرار الى لبنان، لاجراء الحجوزات في الفنادق، ونحن نتوقع اذا استمر الوضع على هذه الحال ان نشهد موسماً سياحياً لم نشهد مثله من قبل وسيفوق باهميته النجاح المذهل الذي تحقق في العام 2004».

وعن الاستعدادات للموسم السياحي، قال الخازن «نحن في فندق السفير، كفندق خمس نجوم، كنا مضطرين قبل اتفاق الدوحة لان نكون مستعدين وحاضرين، وقد بدأت استعداداتنا منذ شهر ابريل الماضي، وبعد اتفاق الدوحة سرّعنا وتيرة العمل اكثر ونحن الان جاهزون لاستقبال المصطافين بدءاً من الاسبوع الاول من شهر يونيو، ونتوقع ان تكتمل من الآن وحتى منتصف الشهر المقبل كل الحجوزات في الفندق من شهر يوليو حتى منتصف شهر سبتمبر».

ويضم فندق السفير نحو 300 غرفة وجناح، ويتميز بـ «ترّاس» تطلّ على منظر طبيعي في غاية الجمال، ويتسع لنحو 400 شخص. وهذا الفندق، وغيره من فنادق المنطقة، على ما قال زمان الخازن، ليست كافية لاستقبال الاعداد المتوقعة هذا العام من المصطافين، ما يحتم التشجيع على فتح فنادق اضافية في المستقبل للحفاظ على استمرار الازدهار في القطاع السياحي.

قادمون

وحال الشقق المفروشة في بحمدون، كحال الفندق، فالحجوزات بدأت تؤشر الى ان الموسم سيكون مزدهراً جداً، وعن ذلك قال مدير مؤسسة «ارلُكن» ومطعم «فول موون» باسم العلي «نتوقع موسماً ممتازاً والحجوزات حتى الان بلغت 12 في المئة ونرجح ان تكتمل مئة في المئة حتى 15 يونيو، لان زبائننا هم انفسهم وهم على اتصال دائم معنا واكدوا جميعهم انهم آتون الى لبنان ولن يذهبوا الى اي مكان آخر».

ورأى فريد عبد الخالق، وهو صاحب مكتب عقاري، ان «الموسم السياحي هذا العام سيكون ممتازاً، ومن المؤشرات على ذلك الطلب المتزايد على شراء العقارات من العرب الخليجيين وخصوصاً هذا العام من المغتربين اللبنانيين، ما ادى الى رفع الاسعار بنسبة 30 في المئة، وهذا من المؤشرات المهمة على عودة الثقة بالبلاد».


أمن وتفاؤل

ورغم موجة الغلاء التي تضرب لبنان فان مدير مطعم «تاج كباب» شادي حسن يطمئن رواده وخصوصاً المصطافين، الى ان الاسعار لديه ستبقى على حالها، وهو متفائل جداً بموسم سياحي زاهر بعد ان كان التشاؤم هو سيد الموقف قبل اتفاق الدوحة، ويؤكد ان معظم المطاعم في بحمدون اصبحت جاهزة لاستقبال المصطافين من الاخوة العرب لاستضافتهم في وطنهم الثاني لبنان وخصوصاً في بحمدون.

ولان الامن اكثر من ضروري فان بلدية بحمدون زادت عديد افراد الشرطة التي تضم بين صفوفها عناصر من الجنس اللطيف لتوفير اقصى الرعاية للعائلات المصطافة في ربوع بحمدون، وعمل رجال الشرطة سيكون على مدار 24 ساعة. وعن ذلك يقول احد رجال الامن عارف عزيزي «ليطمئن الجميع فالامن مستتب الى اقصى حد والسلام سيخيم دائماً على بحمدون وكل لبنان».



«الراي» سبقت المصطافين الى «عروس المصايف»



المطاعم والمقاهي بانتظار ضيوفها

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي