د. وائل الحساوي / نسمات / وزراء ونواب أضحكوني !
< أضحكني تصريح وزير الاشغال م. عبد العزيز الابراهيم بأن طريق الجهراء الجديد يعتبر من أضخم المشاريع في الشرق الاوسط وانه وطريق جمال عبد الناصر سيغيران خارطة الطرق في البلاد!!
عندما يتحدث الوزير عن تغيير خارطة الطرق في الكويت يعتقد الناس بأن الوزارة بصدد إعادة بناء جميع شوارع الكويت أو حل مشكلة تكدس مئات الألوف من السيارات على طرق قليلة ومتآكلة، ولقد صرح وزير الاشغال السابق د. فاضل صفر بأن سعة شوارع الكويت تتحمل 850 ألف سيارة في ساعات مختلفة بينما عدد السيارات يزيد على مليون و600 ألف سيارة، أي ضعف الطاقة الاستيعابية للطرق، ويدخل في الخدمة 60 ألف سيارة سنويا.
ولا تكاد تذهب الى سوق أو جمعية تعاونية أو مستشفى أو الى الجامعة حتى تعاني أشد المعاناة من فرط الزحام بحيث تضطر الى إيقاف سيارتك في أماكن بعيدة أو في أماكن يمنع الوقوف بها!!
< أضحكني الحديث عن اتفاق مجلس الامة والحكومة على ان القضية الاسكانية هي الأهم للمواطنين وأن المجلسين سيكرسان جهودهما المقبلة لحل تلك المشكلة، والسر في ضحكي هو ان هذه القضية التي يعلم الاطفال أهميتها قبل الكبار لم تكن بحاجة الى استبيان أو اجتماعات مكثفة للتوصل الى معرفة أهميتها!!
وإذا كانت حكومتنا الموقرة التي لم تترك دولة في العالم لم تقدم لها المليارات من المساعدات المجانية، وإذا كان مجلسنا الموقر الذي أدمى قلوبنا بصراعاته وتركيزه على أولويات تافهة، ثم لم يكتشف إلا الآن حقيقة معاناة غالبية شباب الكويت من حجم المشكلة الاسكانية التي وصلت كل بيت، والتي تتطلب ان يتحول الجميع الى مليونيرات لكي يستطيعوا ان يوفروا مسكنا بسيطا لأبنائهم ليس فقط بسبب عجز مؤسسة الرعاية الاسكانية الكامل ولكن كذلك بسبب ترك المجال للحيتان الشرسة لكي تضارب بالأراضي السكنية وتحتكرها الى ان وصلت أسعارها الى مبالغ خيالية!!
إذا كان المجلسان قد استيقظا من أحلامهما الوردية ليدركا أهمية القضية الاسكانية فإنني أحذرهما من ان يقدما للمواطن وعودا معسولة بقرب حل تلك المشكلة، فبحسب التقارير الموثوقة فإن تأسيس المساكن لا يقوم فقط على توفير الأراضي - إن توفرت - ولكن يتطلب توفير الكهرباء والماء لتلك المساكن، وفي تقرير لجريدة (الجريدة) قدرت حاجة الدولة من الكهرباء لتأسيس 150 ألف وحدة سكنية بضعف الانتاج الحالي (14 ألف ميغاوات) و200 مليون جالون من المياه، بتكلفة لا تقل عن 10 مليارات دينار، أما المدارس المطلوب إنشاؤها فقد قدرتها وزارة التربية بـ 178 مدرسة، ومطلوب كذلك إنشاء عشرات المستشفيات، فإذا لاحظنا بأن بناء مستشفى جابر كان تصميمه عام 2005 ولم يكتمل حتى الآن، وأن المستشفيات الأربعة الجديدة قد تم إلغاء مناقصاتها بسبب تباين الأسعار بين الفائزين في المناقصات، فكيف سيتم توفير الرعاية الصحية المطلوبة!!
أضف الى ذلك مشكلة الدورة المستندية التي تمثل للكويت ما يشبه انسداد 80 في المئة من الشرايين ما يعطل المشاريع سنوات طويلة ما بين وضع الأسس والضوابط للمشروع وتعيين المستشار العالمي ودراسة الجدوى ودعوة القطاع الخاص وتأهيل الشركات وطرح المناقصات وترسيتها، وبالطبع سيأتي لاحقا تدخل أصحاب النفوذ لإلغاء المناقصات التي لم تتم ترسيتها عليهم، ثم تدخل مجلس الامة لتشكيل لجان التحقيق وهكذا!!
د. وائل الحساوي
[email protected]
عندما يتحدث الوزير عن تغيير خارطة الطرق في الكويت يعتقد الناس بأن الوزارة بصدد إعادة بناء جميع شوارع الكويت أو حل مشكلة تكدس مئات الألوف من السيارات على طرق قليلة ومتآكلة، ولقد صرح وزير الاشغال السابق د. فاضل صفر بأن سعة شوارع الكويت تتحمل 850 ألف سيارة في ساعات مختلفة بينما عدد السيارات يزيد على مليون و600 ألف سيارة، أي ضعف الطاقة الاستيعابية للطرق، ويدخل في الخدمة 60 ألف سيارة سنويا.
ولا تكاد تذهب الى سوق أو جمعية تعاونية أو مستشفى أو الى الجامعة حتى تعاني أشد المعاناة من فرط الزحام بحيث تضطر الى إيقاف سيارتك في أماكن بعيدة أو في أماكن يمنع الوقوف بها!!
< أضحكني الحديث عن اتفاق مجلس الامة والحكومة على ان القضية الاسكانية هي الأهم للمواطنين وأن المجلسين سيكرسان جهودهما المقبلة لحل تلك المشكلة، والسر في ضحكي هو ان هذه القضية التي يعلم الاطفال أهميتها قبل الكبار لم تكن بحاجة الى استبيان أو اجتماعات مكثفة للتوصل الى معرفة أهميتها!!
وإذا كانت حكومتنا الموقرة التي لم تترك دولة في العالم لم تقدم لها المليارات من المساعدات المجانية، وإذا كان مجلسنا الموقر الذي أدمى قلوبنا بصراعاته وتركيزه على أولويات تافهة، ثم لم يكتشف إلا الآن حقيقة معاناة غالبية شباب الكويت من حجم المشكلة الاسكانية التي وصلت كل بيت، والتي تتطلب ان يتحول الجميع الى مليونيرات لكي يستطيعوا ان يوفروا مسكنا بسيطا لأبنائهم ليس فقط بسبب عجز مؤسسة الرعاية الاسكانية الكامل ولكن كذلك بسبب ترك المجال للحيتان الشرسة لكي تضارب بالأراضي السكنية وتحتكرها الى ان وصلت أسعارها الى مبالغ خيالية!!
إذا كان المجلسان قد استيقظا من أحلامهما الوردية ليدركا أهمية القضية الاسكانية فإنني أحذرهما من ان يقدما للمواطن وعودا معسولة بقرب حل تلك المشكلة، فبحسب التقارير الموثوقة فإن تأسيس المساكن لا يقوم فقط على توفير الأراضي - إن توفرت - ولكن يتطلب توفير الكهرباء والماء لتلك المساكن، وفي تقرير لجريدة (الجريدة) قدرت حاجة الدولة من الكهرباء لتأسيس 150 ألف وحدة سكنية بضعف الانتاج الحالي (14 ألف ميغاوات) و200 مليون جالون من المياه، بتكلفة لا تقل عن 10 مليارات دينار، أما المدارس المطلوب إنشاؤها فقد قدرتها وزارة التربية بـ 178 مدرسة، ومطلوب كذلك إنشاء عشرات المستشفيات، فإذا لاحظنا بأن بناء مستشفى جابر كان تصميمه عام 2005 ولم يكتمل حتى الآن، وأن المستشفيات الأربعة الجديدة قد تم إلغاء مناقصاتها بسبب تباين الأسعار بين الفائزين في المناقصات، فكيف سيتم توفير الرعاية الصحية المطلوبة!!
أضف الى ذلك مشكلة الدورة المستندية التي تمثل للكويت ما يشبه انسداد 80 في المئة من الشرايين ما يعطل المشاريع سنوات طويلة ما بين وضع الأسس والضوابط للمشروع وتعيين المستشار العالمي ودراسة الجدوى ودعوة القطاع الخاص وتأهيل الشركات وطرح المناقصات وترسيتها، وبالطبع سيأتي لاحقا تدخل أصحاب النفوذ لإلغاء المناقصات التي لم تتم ترسيتها عليهم، ثم تدخل مجلس الامة لتشكيل لجان التحقيق وهكذا!!
د. وائل الحساوي
[email protected]