د. وائل الحساوي / نسمات / ياجماعة... الدنيا بخير
التقيت أحد نواب المجلس الـمُبطل في ديوانية وتحدثنا عن أسباب عزوفه عن الترشيح لمجلس 2013، فشعرت بأنه مُشبع بالإحباط إلى درجة أنه لا يرى الناظر خلالها أي بصيص أمل!! كل شيء في الكويت في تراجع: التعليم والصحة والإسكان وغيرها!! الحكومة الحالية فاشلة ولا أمل في إصلاحها إلا باستقالتها بالكامل مع رئيس الوزراء وتشكيل حكومة شعبية!! مجلس الأمة الحالي فاشل وتسيطر عليه عناصر التأزيم!! المحكمة الدستورية ستتخذ قرارات قريباً جداً بإدخال بعض عناصر التأزيم في المجلس وإبطال عناصر أخرى، وقد تحكم بإبطال المجلس بسبب كثرة الطعون!! المجلس الحالي ليس لديه قرار وإنما قراره بيد الحكومة!!
سألته عن الحل في ظل هذه الغيمة السوداء على البلد فلم أجد عنده جواباً، المهم هو مقاطعة المجلس لأن مآله إلى الحل القريب (بحدود شهرين)!!
المشكلة هي أن هذا الرأي الذي سمعته من هذا الأخ العزيز يمثل رأي شرائح كثيرة من المواطنين وهو يمثل حالة من الإحباط القاتل الذي لا يمكن معالجته حتى ولو جاء أفضل النواب للمجلس وأفضل الوزراء، والمشكلة الأخرى هي أن هؤلاء المحبطين لديهم من الدلائل والمؤشرات الكثيرة ليثبتوا لك بأن سرقة البلد قائمة ومتواصلة وأن تيار الفساد في تنامٍ يومي، بل جميع مؤشرات الفساد العالمية تضع الكويت في آخر الخانات:
فبحسب مؤشر الفساد العالمي حلت الكويت في المركز (66)، وبحسب مؤشر الصحة (45) ومؤشر التعليم (57) ومؤشر التنافسية العالمية (39) ومؤشر التنمية البشرية (31)!
ولا نستطيع أن نقاوم تلك الدلائل والمؤشرات بمجرد إثارة روح التفاؤل الايجابي أو الوعود التي يقدمها الوزراء، ولكن هنالك أمورا لابد من مناقشتها بصراحة وشفافية للوصول إلى حل وسط ومنها:
أولاً: أن هنالك مؤشرات أخرى تتفوق فيها الكويت على العالم لا سيما في مجال الرفاهية الاجتماعية ومستوى التعليم والأمن وغيرها يجب عدم إهمالها أو التغاضي عنها مقابل السلبيات.
ثانياً: إننا بدعمنا لنجاح المجلس والحكومة إنما نهدف إلى دفعهما لإصلاح الأوضاع وتطوير الأمور، ونعلم بأن هذا هو الطريق الصحيح لإصلاح الأوضاع الذي تسلكه جميع الأمم لتصل إلى قمة المجد، أما الجلوس على قارعة الطريق وندب الحظ وإحباط كل من يسعى للإصلاح فهذه هي الطرق الشيطانية التي تهدم ولا تبني، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قال هلك الناس فهو أهلكهم».
ثالثاً: إن التوازن النفسي مطلوب للأمم كما هو مطلوب للإنسان، ومتى عاش الإنسان في أوهام الفشل وفكر بأنه لا أمل له بالنجاح، وترك العمل، فإنه يصل إلى مرحلة الكآبة ثم الجنون ولا ينفع معه إلا الأدوية النفسية والمسكنات.
انظر إلى ما قاله الشاعر الذي فقد عينيه
ان يأخذ الله من عيني نورهما
ففي لساني وسمعي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل
وفي فمي صارم كالسيف مأثور
بينما قال شاعر آخر لما أصيب بالعمى:
على الدنيا السلام، فمالشيخ
ضرير العين في الدنيا نصيب
يموت المرء وهو يعد حياً
ويخلف ظنه الأمن الكذوب
إذا ما مات بعضك فابك بعضا
فإن البعض من بعض قريب
د. وائل الحساوي
[email protected]
سألته عن الحل في ظل هذه الغيمة السوداء على البلد فلم أجد عنده جواباً، المهم هو مقاطعة المجلس لأن مآله إلى الحل القريب (بحدود شهرين)!!
المشكلة هي أن هذا الرأي الذي سمعته من هذا الأخ العزيز يمثل رأي شرائح كثيرة من المواطنين وهو يمثل حالة من الإحباط القاتل الذي لا يمكن معالجته حتى ولو جاء أفضل النواب للمجلس وأفضل الوزراء، والمشكلة الأخرى هي أن هؤلاء المحبطين لديهم من الدلائل والمؤشرات الكثيرة ليثبتوا لك بأن سرقة البلد قائمة ومتواصلة وأن تيار الفساد في تنامٍ يومي، بل جميع مؤشرات الفساد العالمية تضع الكويت في آخر الخانات:
فبحسب مؤشر الفساد العالمي حلت الكويت في المركز (66)، وبحسب مؤشر الصحة (45) ومؤشر التعليم (57) ومؤشر التنافسية العالمية (39) ومؤشر التنمية البشرية (31)!
ولا نستطيع أن نقاوم تلك الدلائل والمؤشرات بمجرد إثارة روح التفاؤل الايجابي أو الوعود التي يقدمها الوزراء، ولكن هنالك أمورا لابد من مناقشتها بصراحة وشفافية للوصول إلى حل وسط ومنها:
أولاً: أن هنالك مؤشرات أخرى تتفوق فيها الكويت على العالم لا سيما في مجال الرفاهية الاجتماعية ومستوى التعليم والأمن وغيرها يجب عدم إهمالها أو التغاضي عنها مقابل السلبيات.
ثانياً: إننا بدعمنا لنجاح المجلس والحكومة إنما نهدف إلى دفعهما لإصلاح الأوضاع وتطوير الأمور، ونعلم بأن هذا هو الطريق الصحيح لإصلاح الأوضاع الذي تسلكه جميع الأمم لتصل إلى قمة المجد، أما الجلوس على قارعة الطريق وندب الحظ وإحباط كل من يسعى للإصلاح فهذه هي الطرق الشيطانية التي تهدم ولا تبني، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قال هلك الناس فهو أهلكهم».
ثالثاً: إن التوازن النفسي مطلوب للأمم كما هو مطلوب للإنسان، ومتى عاش الإنسان في أوهام الفشل وفكر بأنه لا أمل له بالنجاح، وترك العمل، فإنه يصل إلى مرحلة الكآبة ثم الجنون ولا ينفع معه إلا الأدوية النفسية والمسكنات.
انظر إلى ما قاله الشاعر الذي فقد عينيه
ان يأخذ الله من عيني نورهما
ففي لساني وسمعي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل
وفي فمي صارم كالسيف مأثور
بينما قال شاعر آخر لما أصيب بالعمى:
على الدنيا السلام، فمالشيخ
ضرير العين في الدنيا نصيب
يموت المرء وهو يعد حياً
ويخلف ظنه الأمن الكذوب
إذا ما مات بعضك فابك بعضا
فإن البعض من بعض قريب
د. وائل الحساوي
[email protected]