No Script

ناصر بدر العيدان / من الآخر / وترجّل قائد الميدان... المقدم/ أحمد التنيب

تصغير
تكبير
| ناصر بدر العيدان |فجعت الكويت برحيل ابنها البار المقدم احمد محمد التنيب اثر حادث سيارة أليم، وصدمت أنا أكثر بوفاة الغالي أبو محمد خصوصا واني قد التقيته قبل يومين فقط من هذا الحادث الجلل، كان صديقاً حميماً لوالدي رحمه الله، وكنا نتبادل اطراف الحديث عن تلك الأيام التي جمعتهما معاً في خدمة البلد وخدمة أمنه.

لمن لا يعرف المقدم احمد التنيب رحمه الله، ستعرف كرم أخلاقه ودماثة اطباعه وطيبة أفعاله مع كل من التقى به او تعامل معه، فمنذ بداية انضمامه للسلك العسكري وكل منتسبي اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية.. كبيراً كان أو صغيراً، مديراً كان أو طالباً، يكنون له غاية الاحترام والتقدير ليس فقط لأنه يقوم بواجبه الوطني في خدمة الكويت فحسب، بل من طيب تعامله مع الناس وطيب ذكره وأفعاله، وهذه بشارة المؤمن... فمن أحبه الناس أحبه الله.

المقدم احمد التنيب رحمه الله كان مشرفاً على مراسيم رفع العلم كل عام في يوم الكويت الوطني، وفي يوم جلوس سمو الأمير على كرسي الإمارة في دار سلوى على مدى ست سنوات متتالية، وكان يشرف على العروض العسكرية والميدانية التي اقامتها وزارة الداخلية في صبحان وكاظمة، وهو لمن لا يعلم كان القائد الميداني لجميع العروض العسكرية التي تنظمها اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية عند تخرج دفعة جديدة من الضباط، بدءاً من الدفعة 22 وانتهاء بالدفعة 39 من الضباط، وكان يشرف بنفسه وينزل الى الميدان ليدرب ويوجه ويعلم ابناء هذا الوطن من الضباط، فنون العروض العسكرية والقتالية والرماية.

يأتي الموت ليأخذ منا الغالي ويطلبنا ولو بعد حين، يقول الله عز وجل: «كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون»، وهذا قدر الله، إلا ان العشم في ادارة الأكاديمية ان يخلدوا ذكرى المقدم أحمد التنيب بتسمية قاعة أو احد مرافق الأكاديمية باسمه، بومحمد قدم الكثير للكويت من خلال عمله في ادارة التدريب التأسيسي في الاكاديمية التابعة للادارة العامة لتأهيل ضباط الصف والافراد، حيث عمل مساعدا لمدير المعهد، وقدم لأجيال الشرطة مثالاً للعسكري الميداني المثابر الخلوق، الذي يقدم الغالي والنفيس في الميدان ليرفع اسم الكويت... رحمك الله يا أبا محمد، وأسكن روحك الطيبة الجنة، وألهم أهلك الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.



Nasser.com.kw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي