فرقة مسرحية شعارها «التهريج شغلتنا اللي بجد»

«قوطة حمرا»... ضحك ولعب مجاني لأطفال الشوارع في مصر

تصغير
تكبير
| القاهرة - «الراي» |

لا يملكون رفاهية الاستمتاع، أقصى أمانيهم يوم اجازة يلعبون فيه الكرة مع زملائهم عبر شوارعهم الضيقة، انهم الأطفال الذين تسربوا من التعليم** ليعملوا وينفقوا على أسرهم، ليسوا وحدهم في هذه الحال الجافة، فثمة أعداد أخرى كثيرة من أقرانهم في العمر لا يملكون حتى رفاهية العمل، يهيمون على وجوههم في أماكن كثيرة باسم «أطفال شوارع».

لأجل هؤلاء انطلقت فرقة «قوطة حمرا» لمسرح الشارع، تبحث عن تجمعات هؤلاء الأطفال لتمتعهم وتضحكهم وتخبرهم أن الحياة بها بعض الابتسام والسعادة المجانية: «التهريج شغلتنا اللي بجد» شعار ترفعه الفرقة المسرحية التي جندت نفسها لاضحاك الصغار.

«مدينة السلام - دار السلام - امبابة - منيل شيحة - جزيرة الدهب - العزبة البحرية - حلوان»... قائمة تطول لمناطق عدة جابتها الفرقة التي تتقن العمل بالشارع.

ويقول أحد أعضاء الفرقة: « نعمل منذ ثلاث سنوات، بدأت الفكرة بممثلين مصريين وممثلين أجانب، يعملون في مسرح شارع، قادنا الحظ لنتقابل بالصدفة في أحد الأعمال الفنية، ثم عملنا معاً لمدة سنة تقريباً، وقررنا أن أفكارنا وأهدافنا مشتركة، متعلقة بالمسرح الاجتماعي والعمل على الطبقات الفقيرة، أردنا أن نحقق حلماً وسارت عجلة حلمنا».

أما علي صبحي - أحد أعضاء الفرقة والتي تخصص جزءاً كبيراً من عرضها لفقرة المهرج ذي الأنف الحمراء - يتحدث عن عمل الفرقة التي اتخذت اسمها من موقف كوميدي مع أحد الأطفال الذي انطلق خلال أحد العروض وقال بصوت عال: «ما هذا الذي يضعه هؤلاء في أنوفهم؟ قوطة حمرا؟ قوطة حمرا». ويقول علي: «لم تكن الفرقة وقتها قد عثرت لنفسها على اسم بعد، فأعجبتنا التسمية وصارت من ذلك الحين «فرقة قوطة حمرا»».

ولا يتوقف الأمر عند حد الاضحاك، يضيف علي «بل نعمل على منهج تعليمي للأطفال خلال العرض، نجعلهم يشاركون معنا، ويشتغلون على مهارات وهوايات تسعدهم، معظم الأطفال الذين يعملون ليست لديهم ثقة في أنفسهم ولا في أحد، خاصة أطفال الشوارع والأطفال العاملين لأنهم يتعرضون للاستخدام بشكل أو بآخر، رغم المواهب العديدة التي يتمتعون بها، والتي نحاول اكتشافها وتنميتها بقدر ما نستطيع، ان كان تمثيلا أو غناء أو رقصا، نتعرف أكثر على الطفل، ونبحث عن أقرب جمعية أهلية ثم نعمل على موهبته».

ويتابع: «ليست القاهرة وحدها المحظوظة بقوطة حمرا، بل ننزل الى القرى الفقيرة في الصعيد، وسوهاج وأسوان وقنا، ونقدم عروضنا مجانا لأهل القرى، ونقابل بردود فعل طيبة للغاية وبسعادة تدفع المتفرجين الى مطالبتنا باعادة العروض مرة واثنتين وأن نزورهم مرة أخرى».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي