مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / السلاح الأول والفعّال

تصغير
تكبير
| مبارك مزيد المعوشرجي |

حديث الساعة هذه الأيام عن تداعيات وارتدادات انتقامية على الكويت للضربة العسكرية المعاقبة للنظام السوري على جريمته الكيماوية، صاروخية خارجية أو تخريب داخلي، كما كثر الكلام عن عدم كفاية وكفاءة الإجراءات الحكومية للتعامل معها، كما سمعنا من تصريحات نواب مجلس الأمة بعد لقائهم بعض الوزراء، ووجوب المشاركة الشعبية في المسؤولية مع الحكومة بدلاً من انتقادها وانتقاصها.

إن ما نتوقعه من أخطار شيء لا يُقاس بما واجهناه أثناء الغزو العراقي للكويت، ولكن سلاح الكويت الأول والأكفأ والأشمل وما جعلنا نخرج من تلك الكارثة بسلام وأكثر قوة، ألا وهو تماسك الجبهة الداخلية في وجه المحنة، وتشكيل لجان شعبية حلّت محل الإدارة الحكومية في مجالات الحياة المتعددة، وهذا ما هو مطلوب منا في هذا اليوم تطبيقه.

إن القوى العسكرية الثلاث ستكون مشغولة بحماية حدود البلد وحفظ أمنه الداخلي، وحراسة منشآته المهمة والحساسة، أما المطافئ فهي سيف مجرب وثقتنا برجالها عن تجربة سابقة. وهنا يأتي العمل التطوعي الشعبي في جميع مناحي الحياة، بإشراف وتمويل من الجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام المهنية والتوعوية.

فمثلاً على جمعيات المهن الطبية التطوع في العمل بالمستشفيات أوقات إضافية وشرح أنواع الإصابات التي تصيب البشر وطرق التعامل معها والإسعافات الأولية والأدوية المعالجة لها.

وعلى الجمعيات الهندسية إشغال أي نقص في الكوادر وصيانة وتصليح أي إصابات لشبكة المياه والكهرباء من أي تخريب أو قصف.

وللمسجد والإعلام دور مهم لحماية الهدف الأسمى الذي تسعى قوى الظلام لتخريبه، ألا وهو الوحدة الوطنية سعياً منها لزرع الفتنة والخلاف بين أطياف الشعب الكويتي، وعلينا إسكات كل تخوين لأي طرف أو تكفير لأي مجموعة، وعدم الانحياز لأي جهة إلا الكويت، والتمسك بالوحدة الوطنية للنجاة من تجربة قاسية محتملة (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) «64: يوسف».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي