د. وائل الحساوي / نسمات / دول الخليج ستكون المركز المالي العالمي

تصغير
تكبير
تتوقع الدراسات الغربية ان تكون دول الخليج العربي ما بين عامي 2015 - 2020 هي المركز المالي العالمي، ليس فقط بسبب اعتماد العالم على نفط الخليج بدرجة كبيرة والتي بلغت 400 مليار دولار عام 2012، ولكن كذلك بسبب التفوق في الادارة الذي تتميز به دول الخليج مقارنة مع كثير من دول العالم.

قد يشعر المرء بالاستغراب مشن هذا الكلام ويقول: نصدق بأن العالم يعتمد على نفط الخليج ولكن أين التفوق الاداري الذي تتحدث عنه؟!

في الحقيقة ان هذا التفوق مبني على مقاييس ومؤشرات أهمها الاستقرار النسبي ووجود المؤسسات التي تحمي الاستثمار، وجهات الرقابة المختلفة ونسبة الشفافية، ففي الكويت على سبيل المثال فإن وجود مجلس الأمة والمجالس البلدية هي أكبر ضمانات على الاستقرار، ويساند تلك المؤسسات جهات رقابية مثل ديوان المحاسبة ولجنة المناقصات المركزية، وقد تفوقت الكويت على العالم بإنشاء صندوق الأجيال القادمة ودستور مستقر نسبيا بالرغم من حالات الفساد وتبديد الثروة الذي لا يخلو منه نظام في العالم.

كما سبقت الكويت الآخرين من حيث اهتمامها بتحقيق الرفاه الاجتماعي لشعبها وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين من سكن وتعليم وعلاج مجاني وغيره كذلك فإن الكويت قد أنشأت الصندوق الكويتي للتنمية والذي ينافس البنك الدولي في مساعدة دول العالم.

ومن دون أخذ أرباح - تقريبا - أما المعلم الأبرز فهو تشجيع العمل الخيري الذي أصبح صفة مميزة للكويت في العالم كله وسبق كثيرا من المنظمات الخيرية العالمية، ناهيك عن تشجيع الثقافة والحرص على طبع وإصدار الكتب والنشرات والمجلات الكثيرة وتوزيعها على العالم.

بالطبع فإن السعودية لها إنجازات كبيرة في مجالات كثيرة، لاسيما في احتضان الدعوة الاسلامية وخدمة المقدسات الاسلامية ونشاهد كيف ساهمت السعودية في حل كثير من القضايا الشائكة في العالم الاسلامي والاصلاح بين الأنظمة تساندها قطر والكويت، وقد كان الدعم المادي لدول الخليج عاملا قويا في فرض كلمة دول الخليج وتسهيل أعمالها.

كما فتحت دول الخليج أبوابها للعمالة العربية واحتضنتها ودعمتها، وسارعت الى فتح المجال لتطوير التعليم الجامعي واستقطبت كثيرا من فروع الجامعات العالمية لتقديم أفضل التعليم لأبنائها وللوافدين من جميع بلدان العالم الاسلامي.

لابد من صناعة السلاح

إن أهم ما أود الاشارة اليه وأدعو دول الخليج للاهتمام به في المرحلة المقبلة هو ان تخطو خطوات جادة في مجال إنتاج وتصنيع السلاح لكي تغطي النقص الذي شاهدناه في جميع الأزمات التي عشناها، ورأينا كيف تمن علينا دول العالم وتمنعنا من الدفاع عن أنفسنا في مواجهة من يعتدون علينا ويذبحون نساءنا وأبناءنا، وكيف كنا نستنجد بالغرب لمساعدتنا وهو يرفض ذلك ويدعم أعداءنا ويملي علينا شروطا قاسية ويستهزئ بنا!!

إذا كانت إيران دولة صغيرة وضعيفة اقتصاديا، لكنها قد تحدت العالم من أجل تحقيق أطماعها للوصول الى عضوية النادي النووي، فإن أقل ما نقوم به في دول الخليج هو الإصرار على تصنيع السلاح التقليدي المتطور وتجهيز منظومة قوية من الأسلحة التي نصنعها او نستعين بالآخرين لتعليمنا كيفية تصنيعها واستعمالها.

إن دول الخليج مهيأة لذلك ولديها جميع الإمكانات المتاحة، وكفانا بكاء على أنفسنا دون ان نمد أيدينا لمساعدة أنفسنا!!



د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي