No Script

ناصر بدر العيدان / من الآخر / «المدغدغاتي»

تصغير
تكبير
| ناصر بدر العيدان |

في مقاهي الشام قديما، كانوا يضعون سدة مرتفعة من خشب محاطة بنباتات ناعمة، يجلس عليها شخص يسمونه «الحكواتي» والذي يمتهن مهنة حكاية القصص لرواد المقهى بطريقة مشوقة وجاذبة. ولاننسى «الكراكوزاتي»... تلك الشخصية التي تقوم بجذب الناس عن طريق تحريك الخيال من وراء القماش بطريقة مشوقة ومضحكة، لتجذبهم ايضا. هذه المهن كانت السائدة في زمن ما لجذب الناس، ويظن البعض انها اندثرت في حياتنا المتطورة اليوم، ولو نظرنا ثم نظرنا، لوجدناها منتشرة بيننا اليوم... بصور اخرى تسرّ الناظرين!

السياسيون في الكويت هم أول من حافظ على بقاء هذه المهن! فلدينا الوزير «الحكواتي» ذو الحكاوي والمبررات التي لا تنتهي... والنائب «الكراكوزاتي» الذي لا يجيد سوى شد انتباه الناس عالفاضي والمليان! لكن بالمقارنة بينهما: تجد نوابنا في الطليعة! فهمّ النائب اليوم ان «يدغدغ» مشاعر الناس بقضايا تحاكي عواطفهم ليس أكثر، وخطة النائب اليوم -وللأسف- أن يفضح اسرار المؤسسات في «تويتر»، ويقترح في «تويتر»، ويستجوب في «تويتر»! وعندما تذهب لمكتب المجلس لتبحث عن المقترحات والقوانين والأسئلة التي اعلن عنها النائب «الكراكوزاتي» المحترم في «تويتر».. تنصدم من سلبية الاجابة.

«دغدغة» المشاعر إعلاميا هنا وهناك لا تبني دولة... بل تبني قاعدة انتخابية ليس أكثر، ولذلك فإن درجة الجهل الديمقراطي التي نعيشها تدفعنا الى وأد الديموقراطية في مراحل رشدها! فالديموقراطية وعي ونضج ومهنية واحترام لإرادة الشعب، وليس من الاحترام ان يتلاعب بها هذا النائب وذاك دون استعداد تشريعي محترم. نحن هنا نعذر في عدم وجود الغالبية لإقرار اقتراح النائب... لكننا لا نعذر ان يأخذ النائب هذا الاقتراح سعفة ذهبية يطير بها بين قناة وأخرى، وتويتر وغيره، ليدغدغ عواطف الناس، دون تقديمه رسمياً أو دراسته أو حسن الإعداد مهنيا له. ومن الآخر، كفاية أيها النواب.. البلد شبع «مدغدغاتية»!

 

Nasser.com.kw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي