د. وليد التنيب / قبل الجراحة / الحيلة

تصغير
تكبير
|بقلم الدكتور وليد التنيب|

قال القدماء والحدثاء والأذكياء والأغبياء والكبار والصغار والذكور والاناث...

«اذاً قول الكل وخلّصنا... بس ماذا قالوا؟».

قالوا من له حيلة فليحتال...

مثل غريب أليس كذلك؟!

مثل يشجّع على الحيلة ويشجّع على الغش والخداع...

انه لا يشجّع على اغتنام الفرص ولا يشجّع على العمل والاخلاص في العمل، وانما يدعو الجميع الى الحيلة والحصول على ما يرغب بالحيلة ان كان له حق أو لم يكن له حق بالحصول عليه...

مثل يشجّع على أن نكون جميعاً محتالين!

ومع ذلك، فمعظمنا اما يستخدم أو يطبّق هذا المثل البغيض للشرفاء الحبيب لقلوب معظمنا... ان وُجِد شرفاء في هذا الزمن، فهم بالتأكيد ليسوا أنا أو أنت... انما هم جدي وجدك.

مهلاً، ماذا نقول؟!... هل ندعي أن القدماء كانوا شرفاء ونحن ورثنا هذا المثل منهم؟! أي شرف هذا يا هذا!

اذاً الغش موجود في كل الأمكنة والأزمنة، ولكننا دائماً نعيب الزمن الذي نعيش فيه ونتحسر على الذي مضى لأننا بكل بساطة لم نكلّف أنفسنا التأكد من المعلومات المنقولة الينا من الآباء والأجداد.

ألم تسمع المراسل الذي يعمل في القسم عندنا ماذا قال لأبنائه؟

قال لهم ان كل درجاته أثناء الدراسة كانت «امتياز» وانه الأول على الصف...

اذا كان المراسل ترتيبه دائماً الأول، فما ترتيبك أنت يا ترى؟!

الكل من الآباء والأجداد كان الأول على الصف في جميع المراحل الدراسية، ولا يوجد أحد ترتيبه الثاني... آه لو رأى أبناؤنا شهاداتنا الدراسية، لكانت فضيحة بكل المقاييس!

اذاً المهم أن نفتش عن ما يقوله لنا الأولون لنتأكد مما يقولون...

ولكن من أهم العوامل التي تجعلنا لا نفتش هو الخوف على مشاعرهم والخوف من احراجهم.

لحظة، انتبه لما ذكرت...

ان كنت ركزت معي، فمعنى كلامي أن الأبناء يعرفون جيداً مدى كذبنا وأنهم في داخلهم على يقين بأننا لا نقول الحقيقة!

استمع الى أي فنان أو رسام من الجيل الماضي ماذا يقول عن جيله...

استمع الى أي لاعب رياضي ناجح أو فاشل ماذا يقول عن جيله...

استمع واستمع واستمع حتى تعتقد أنهم كانوا في الزمن الجميل حيث الابداع والاخلاص في العمل.

حيث إنهم لا يوجد عندهم أي غش أو خداع!

كل ما يقومون به كان صحيحاً...

أي خداع نحن به!

هل فهمت الرسالة يا قارئي العزيز؟!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي