من صام ستاً من أيامه بعد صيام رمضان كان كمن صام الدهر وفيه يرتفع الخير

شهر شوال... حفل بأحداث وغزوات كان لها أثر كبير في تاريخ الإسلام والمسلمين

u0644u0645u0627u0630u0627 u064au062au0631u0627u062cu0639 u0639u062fu062f u0627u0644u0645u0635u0644u064au0646 u0628u0639u062f u0631u0645u0636u0627u0646
لماذا يتراجع عدد المصلين بعد رمضان
تصغير
تكبير
| إعداد عبدالله متولي |

إذا كان شهر رمضان قد ولى وانقضى فإن المؤمن يظل صيامه متواصلاً لا ينقطع، لأنه بمجرد ما ينقضي شهر الصيام تأتينا أيام شوال وفيها يتأكد صيام ستة أيام منها وقد ورد في فضلها الحديث المشهور الذي خرّجه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر».

قال الإمام المناوي «خص شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم فالصوم حينئذ أشق وثوابه أكثر».

وتستحب المبادرة إلى صيام الست من شوال بحيث يبدأ بها من اليوم الثاني من الشهر وهذا ما ذهب إليه الشافعي وأبو حنيفة، وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة: منها أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.

ومنها أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، نكمل بذلك ما حصل من خلل ونقص فإن الفرائض تجبر بالنوافل يوم القيامة، وكان عمر بن عبدالعزيز يقول: من لم يجد ما يتصدق به فليصم، والمعنى أن من لم يجد ما يخرجه صدقة الفطر فليصم فإن الصيام يقوم مقام الإطعام في التكفير للسيئات.

ومنها أن معاودة الصيام بعد رمضان علامة على قبول صيام رمضان فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده كما قال بعضهم. ثواب الحسنة حسنة بعدها.

ومنها أن فيه شكراً لنعمة الإتمام، ومن حق الشكر الصوم، وكان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح صائماً ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام. إن أعمال رمضان لا تنقطع والطاعة بعدها دليل على عدم استثقال الصيام، وقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه يقضي ما يفوته من الأوراد والسنن حتى أنه قضى مرة اعتكاف رمضان فاعتكف في شوال.

وكانت العرب قد سمّت الشّهور يوم سمّتها بحسَب ما يتّفق لها من الأحوال والأحداث، فكما سمّت شعبان لأجل تشعّبهم وتفرّقهم للبحث عن المياه، ورمضان لكثرة الرّمض والحرّ الّذي صادفهم خلاله، كذلك الأمر فيما يخصّ شهر شوّال، فهو مأخوذ من الشّول بمعنى الارتفاع، ومنه الظّاء المشالة، ولايزال سكان المشرق إلى اليوم يعنون بها ذلك، فيقولون «شالها» أي رفعها، وقد ذكر العلماء سببين لذلك:

الأوّل: أنّ الثّمار والزّروع جفّت فيه، فالخير فيه يرتفع.

الثّاني: أنّ النّاقة تمتنع عن البعير فلا تدعه يطأها، فيقال: « شالت النّاقة «، ولعلّ العرب لذلك كانت تتشاءم من الزّواج فيه، فأتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهدم هذا الاعتقاد، فقد روى مسلم عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي شَوَّالٍ وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي» قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ».

و شهر شوّال من أشهر الحجّ، كما في قوله تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ». فيشرع للمسلم أن يدخل في حجّه من أوّل يوم من شوّال، ويظلّ محرما إلى يوم التّروية، أو يريد أن يتمتّع بالعمرة إلى الحجّ من هذا الشّهر.

ويستحبّ في هذا الشّهر أمران اثنان على وجه الخصوص:

أ) صيام ستّة أيّام منه، وذلك لما رواه مسلم عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».

فأجر الصّائم لها مع رمضان كأجر من صام العمر كلّه، وتوجيه ذلك أنّ الحسنة بعشر أمثالها، فثلاثون يوما من رمضان بثلاثمئة، وستّة من شوال بستّين يوما، فالمجموع ثلاثمئة وستّون يوما، لو التزمها المسلم كلّ عام لصام الدّهر «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ».

ب) ويستحبّ أيضا في هذا الشّهر الاعتكاف في أحد المساجد الثّلاثة (المسجد الحرام، والمسجد النّبوي، والمسجد الأقصى)، وذلك لما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ.



كان شهر شوال سجلا لأحداث وغزوات مهمة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، كان لها أثر كبير في تاريخ الإسلام والمسلمين، وأحدثت تحولات جوهرية في تاريخ الدولة الإسلامية، ومن هذه الأحداث:

سرية رابغ سنة (1 هـ):

كانت في شوال من السنة الأولى للهجرة، بقيادة عبيدة بن الحارث بن المطلب، وكان عدد المسلمين فيها نحو ستين رجلا من المهاجرين ليس فيهم أنصاري، فالتقوا بأبي سفيان على بطن رابغ، وكان معه من الأعداء مئتا راكب وراجل، وترامى الفريقان بالنبل، وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله في هذه السرية، وانفضّ الفريقان بعد ذلك من غير قتال، وكانت أول مواجهة عسكرية يلتقي فيها المسلمون مع أعدائهم، وكان من أهدافها ممارسة الضغط النفسي على قريش.

إجلاء يهود بني قينقاع

سنة (2 هـ):

في منتصف شهر شوّال من السنة الثانية للهجرة انطلق المسلمون متوجهين إلى حصون بني قينقاع، وعند الوصول ضرب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حصاراً محكماً قطع عنهم كل الإمدادات، واستمرّ ذلك الحصار خمسة عشر يوماً، حتى أعلن اليهود استسلامهم ونزولهم على حكم النبي صلى الله عليه وسلم.

غزوة أحد سنة (3 هـ):

في شوال من السنة الثالثة من الهجرة، خرجت قريش بكل ما تقدر عليه من عدة وعتاد، ورجال ونساء، بلغوا ثلاثة آلاف مقاتل لقتال المسلمين والثأر منهم، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أعلن الجهاد، ووعد المؤمنين بنصر الله وثوابه، وما أعده الله للشهداء، واستشار أصحابه في الخروج للقتال خارج المدينة أو البقاء فيها، فأشار كثير من الصحابة بالخروج للقتال، فوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن رأيه كان خلاف ذلك.

وغزوة أحد كانت معركة اجتمع فيها النصر والهزيمة، ومع ما فيها من آلام وجراح وشهداء، إلا أن دروسها لا تزال باقية على مر العصور، يتعلم منها المسلمون أسباب النصر والهزيمة، وآثار التطلع إلى الدنيا.

غزوة الخندق سنة (5 هـ):

في شوال من السنة الخامسة للهجرة خرج وفد من زعماء اليهود نحو كفار مكة، ليحرضوهم على غزو المدينة، ومحاولة القضاء على الإسلام والمسلمين، فتعاهدوا معهم على ذلك.. ثم خرج ذلك الوفد يحمل الحقد والكراهية للمسلمين نحو غطفان ليكتمل عقد الأحزاب، وتداعت الجموع، فخرجت من الجنوب قريش وكنانة وأهل تهامة وبنو سليم، وخرجت من الشرق قبائل غطفان، وكذلك خرجت بنو أسد، واتجهت الأحزاب الكافرة نحو المدينة حتى تجمع حولها جيش كبير يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان، والمسلمون في حال شديدة من جوع شديد، وبرد قارس، وعدد قليل، وأعداء كُثر، ولقد وصف الله تعالى هذا الموقف بقوله: «إ ِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً» (الأحزاب 11:10).

ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بزحف الأحزاب إلى المدينة، وعزمها على حرب المسلمين، استشار أصحابه، وقرروا بعد الشورى التحصن في المدينة والدفاع عنها، وأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه اعتمادا علي خبرته في حرب الفرس بحفر خندق حول المدينة، فوافقه وأقره النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بحفر الخندق حول المدينة. وحينما اشتد الكرب على المسلمين، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فاستجاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم، فهبت وأقبلت بشائر الفرج والنصر، ورجعت قريش والأحزاب خائبين منهزمين، وانفك الحصار، وعاد الأمن، وثبت المؤمنون، وانتصر الإيمان.. وكانت غزوة الأحزاب غزوة فاصلة في حياة الأمة الإسلامية، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم بعدها: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم) رواه البخاري.

غزوة حنين في شوال

سنة (8 هـ):

وافقت أحداث هذه الغزوة السابع من شهر شوال، من السنة الثامنة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ودارت رحاها في وادي حنين، وهو وادٍ إلى جنب ذي المجَاز، بينه وبين مكة سبعة وعشرون كيلو مترًا تقريبًا، من جهة عرفات، وكان عدد المسلمين الذين اجتمعوا في هذه المعركة اثني عشر ألفًا، عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفين من أهل مكة، وكانت غزوة حنين آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم لمشركي العرب، وقد سُجلت هذه الغزوة في القرآن الكريم لكي تبقى للمسلمين في كل زمان ومكان يتعلمون منها الدروس والعبر.

غزوة الطائفشوال (8 هـ):

بعد أن كتب الله النصر للمؤمنين في غزوة حنين، توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال عام (8 هـ) قاصداً الطائف يريد فتحها، وانتدب لتلك المهمة خالد بن الوليد رضي الله عنه حيث جعله على مقدم الجيش، وطلب منه أن يسير أولاً لمحاصرتها، وهذه الغزوة في الحقيقة امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف وتحصنوا بها.

زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها:

عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة إحدى عشرة من النبوة، وبني بها في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر في المدينة، وهي بنت تسع سنين، وكانت بكراً ولم يتزوج بكراً غيرها، وكانت أحب الخلق إليه، وأفقه نساء الأمة، وأعلمهن على الإطلاق، فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.

شوال بين الجاهلية والإسلام:

كان العرب في الجاهلية يتشاءمون بشهر شوَّال، فكانوا لا يتزوجون فيه زعمًا منهم أنَّ الزَّواج فيه لا يفلح، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة) رواه مسلم.

وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها في شهر شوال.

وبوَّب الإمام مسلم في صحيحه: (باب استحباب التزوج والتزويج في شوال واستحباب الدخول فيه) ثم روى حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال، وبنى بي في شوَّال، فأي نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحظى عنده منِّي؟، قال: وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوَّال) رواه مسلم.

قال النووي: «فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال، وقد نص أصحابنا على استحبابه واستدلوا بهذا الحديث، وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك».

وقد سن النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شوال صيام ستة أيام، فقال - صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثمَّ أتبعه ستًّا من شوَّال كان كصيام الدّهر) رواه مسلم. فتاوى العلماء حول صيام ست من شوال

• هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال؟ وهل تُصام متفرقة أم متوالية؟

- نعم، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر» رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي (8/56)، يعني: صيام سنة كاملة.

وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان ثم أتبعه... » والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام. [فتاوى ابن عثيمين -رحمه الله- كتاب الدعوة (1/52-53)].

سنة مستحبة

• السؤال: ما حكم صيام الستّ من شوال، وهل هي واجبة؟

- صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة وليست بواجب، ويشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال، وفي ذلك فضل عظيم، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر.» رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» وفي رواية: «جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة» النسائي وابن ماجة وهو في صحيح الترغيب والترهيب 1/421 ورواه ابن خزيمة بلفظ:» صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة»

وقد صرّح الفقهاء من الحنابلة والشافعية: بأن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضا، وإلا فإنّ مضاعفة الأجر عموما ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها.

ثم إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم:» إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم» رواه أبو داود. والله أعلم. الشيخ محمد صالح المنجد

الشهر كله.

• هل يجوز للإنسان أن يختار صيام ستة أيام في شهر شوال، أم أن صيام هذه الأيام لها وقت معلوم؟ وهل إذا صامها تكون فرضاً عليه؟

- ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر» خرجه الإمام مسلم في الصحيح، وهذه الأيام ليست معينة من الشهر بل يختارها المؤمن من جميع الشهر، فإذا شاء صامها في أوله، أو في أثنائه، أو في آخره، وإن شاء فرقها، وإن شاء تابعها، فالأمر واسع بحمد الله، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل ؛ لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير، ولا تكون بذلك فرضاً عليه، بل يجوز له تركها في أي سنة، لكن الاستمرار على صومها هو الأفضل والأكمل ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل» والله الموفق.

(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز - رحمه الله- الجزء 15 ص 390)

لا يشترط التتابع

• هل يلزم في صيام الست من شوال أن تكون متتابعة أم لا بأس من صيامها متفرقة خلال الشهر؟

- صيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. وبالله التوفيق.

(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - الجزء 15 ص 391)

تقديم القضاء

• هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان؟

- قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر» خرجه مسلم في صحيحه. ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان ؛ ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام والعناية. وبالله التوفيق.

(مجـــــموع فـــــتاوى ومقــــالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز - رحمه الله- الجزء 15 ص 392)





وسائل للمداومة

على العمل الصالح



وماذا بعد رمضان؟ كنا في رمضان في إقبال على الله... نكثر من النوافل... نشعر بلذة العبادة... ونكثر من قراءة القرآن الكريم... لا نفرط في صلاة الجماعة... نتجنب ما حرم الله... ولكن بعد رمضان فقدنا لذة العبادة بعد أن فقدنا الحرص عليها... فكثيرا ما تفوتنا صلاة الفجر مع الجماعة... وانقطعنا عن كثير من النوافل وقراءة القرآن... وغير ذلك من الأمور التي كنا نحرص ونداوم عليها في رمضان... فهل لهذه المشكلة من حل أو علاج؟!

هذه «10» وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان عدها الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، وهي:

1- أولاً وقبل كل شيء طلب العون من الله - عز وجل - على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم «رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»

2- الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات.

3- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.

4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر.

5- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان فان في الفرائض خير عظيم.

6- الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله «أدومه وإن قل» كما قال صلى الله عليه وسلم.

7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل.

8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب.

9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء وأجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة.

10- وأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة... التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح، ولا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان لقد قال فيهم السلف» بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي