صالح البارود / ... وترجل فارس الخير

تصغير
تكبير
| صالح البارود |

وترجل فارس الخير من صهوة الحياة مسلماً روحه الطيبة الى رب رحيم وعد المتقين بجنات ونعيم بعد ان اكرمه ومنحه ونحسبه ولا نزكيه على الله مكانة المجاهد في سبيل الله لانه سعى على الارملة مسح على رأس اليتيم وآوى المشردين وعطف على المساكين ونال اجر المطعمين وثواب السقيا وكان سبباً في احياء موتى اوشك الجوع ان يفتكهم، اشاع الرحمة في قلوب الخيرين ووفر لهم بدائل ومجالات لاعمال الخير والوقف عليها واخذهم ليروا بأم اعينهم نتاج عطائهم وثمرة تبرعهم ليفرحوا بالاجر ويسعدوا بعطائهم ومساهماتهم الانسانية، ويتغلبوا على شح النفس.

اكرمه الله بالنور فمشى به بين الناس داعياً الى الله، دالاً على الخير وسلك طريق السفرة الكرام البررة عندما انشأ دور القرآن وطبع ملايين النسخ بلغات مختلفة، وحبب وشجع الصغار والكبار على حفظه وتلاوته بكرة وعشياً، ليس هذا فحسب بل عمل على بناء المساجد فأعلى مناراتها لينادي منها (حي على الصلاة حي على الفلاح) ليأخذ كل من بنى لله مسجداً بيتاً في الجنة ويكون له حساباً جارياً من الحسنات كلما مشى اليها المصلون وذكر الله فيها الذاكرون وتعبد فيها المعتكفون وعقد المحفظون حلقات القرآن وتعلم الطلبة سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.

ساعد رحمه الله على كفالة الائمة ليضمن استمرار اداء الصلاة الصحيحة، فدخل الناس في افريقيا بدين الله افواجا فنال اجر كل من اهتدى لا ينقص ذلك من اجورهم شيئاً نور الله قبره وغسله بالماء والثلج والبرد ان شاء الله.

ساهم في اعمار الاراضي بالزراعة والثروة الحيوانية وساعد على التأهيل المهني ليمتلك كل متدرب حرفة ليسعى في مناكبها ويحصل على رزقه من عرق جبينه. كل هذا وغيره الكثير وجد في شخص المغفور له باذن الله الدكتور عبدالرحمن السميط الذي ضرب المثل في العمل الخيري والتفاني فيه والتضحية في سبيل الله من خلاله اروع الامثلة واجمل السير فكان سفيراً للخير الانساني والاسلامي وسفيراً فوق العادة من غير بروتوكولات ولا معاهدات ولا مراسيم ضيافة، ويأتي اليوم ليقابل ربه اخذاً كتابه وسجله الحافل بعمل صالح خالص بيمينه ليجد ما وعده ربه حقاً ان شاء الله فيوفيه حسابه فيأتي القران لينير قبره ويؤنس وحشته وتأتي اعماله تترى كجبال تهامة بيضاء ليجعلها له برداً وسلاماً.

فهنيئاً لك يا عبدالله يا عبدالرحمن فقد كنت رمزاً للخير ونجماً لا يأفل وذكرى لا تنسى ونموذجاً يحتذى به ويدرس وتاريخاً للكويت وللعالم اجمع وانا على فراقك لمحزنون ولكننا فرحون بما ستناله من رب غفور رحيم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي