د. تركي العازمي / وجع الحروف / مصر... وبكاء خطيب...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

شهد العالمان الإسلامي والعربي في يوم الاربعاء الموافق 14 أغسطس 2013 حادثة اقتحام الميادين في مصر البلد الذي يكن له كل مسلم وعربي الاحترام والتقدير.

كان منظر الدماء وصور القتلى مؤلما وقد حضرت مصر وألغت من الذاكرة جانب الشؤون المحلية... وصلى الإمام ورفع يديه متضرعا للمولى عز شأنه أن يرأف بحال إخواننا في مصر وأن يرحمنا برحمته..... وبكى الخطيب!

كيف لا يبكي ونحن ننظر ولا حول ولا قوة لنا... والله في محكم تنزيله حذرنا من قتل النفس «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق» وهي وصاية من رب أعلم بما تكن به الأنفس والله يعلم وهم لا يعلمون!

كيف لفرد أن يبرر قتل الأبرياء بحجة انه يكره الإخوان؟

حشود سلمية تستقبل اقتحام الجيش وتسفك الدماء وإنه وربي لحدث مؤلم... وهناك في سورية أحداث مأسوية وفي العراق ولبنان وبورما... ويجب أن تلاحظ انها جغرافيا وعقائديا فقط في المجتمعات الإسلامية حيث تنتهك آدمية البشر ولا قيمة للمسلم في نظر الغرب والشعوب العربية مستضعفة تتلقى قرارات تحاك في الخفاء تنتج عنها أحداث مؤسفة وحرية التعبير السلمي التي تعتبر من أبسط أبجديات حقوق الإنسان لا مكان لها في مجتمعاتنا.

كيف لنا تجاوز الأزمات بعد مصر وسورية؟ سؤال يطرح والمجتمع الدولي يبحث عن حل سلمي «ودي أصدق»؟

لقد صنعوا السيناريو بحبكة خبيثة وأطراف سياسية لئيمة تقف داعمة لها وبالتالي مشهد الدماء المتناثرة في سورية ومصر متوقع لأن القوى العظمى لا إنسانية في تعاطيها مع قضايا الدول المسلمة!

قد يقول قائل إننا نملك الثروة... ولدينا العقول وكل الأدوات الممكن استخدامها للضغط على المجتمع الدولي ويحق له التعبير عن تحليله وتصوره للوضع لكننا في المقابل ندرك مقينين بأن المواطن المسلم البسيط لا يشعر بسلامة استغلال الثروة والأدوات المتاحة... ولو سألتهم عن قضية فلسطين المنسية فلن تجد الإجابة!

المراد، قاتل الله السياسة وعصر الرويبضة وكل خيط يلفه خبثاء السياسة حول رقاب البسطاء...

إنها أزمات تلاحقنا في زمن تولى قيادة قضايانا من لا يدرك خطورة التصعيد الخطأ في الوقت الخطأ وما نشاهده إنما هو وضع متوقع فيه الشعوب المنسية هي المتسبب!

لا نملك غير الدعاء وسيلة نعبر بها عن ألم يقبع في مخيلتنا ونحن نستمع ونشاهد الأحداث المؤلمة التي تجري من حولنا... دعاء يبكي الخطيب الصالح ويحزن قلب الفقير لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... والله المستعان!

 

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي