د. تركي العازمي / وجع الحروف / عيدكم مبارك...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

حاولت أن أصد النفس من التوغل إلى أفكار تسكن في خاطري منذ سنوات متسلحا بقدرة الله على تغيير الأحوال ومتأملا من العقلاء أن يزيحوا الستار الذي يحجب رؤيتهم عن واقع الأحوال بعيدا عن «المستشارين الخطأ».

لهذا السبب عنونا المقال بـــــ عيدكم مبارك و «بس...» تاركين للقراء العقلاء فقط أن يقرأوا ما يتضمنه المقال والله أعلم بما يتردد على لسان العامة ومن البقية الصالحة من الشعب الكويتي ممن هم على دراية بما يدور خلف الكواليس.

كنت أرسم الأمنيات بإيجابية منذ مرحلة دواوين الإثنين عام 1986 إلى أن تم تشكيل الحكومة الحالية الجديدة القديمة مرورا بأحداث مرت بها البلاد... وتبقى أسطر بسيطة نكررها في مقال تلو الآخر حول وجوب تطبيق الفكر الإستراتيجي الصالح المحايد لكن فيما يبدو أن أحبتنا استأنسوا حالة «الاستغباء» القيادي المعمول به في السياسة العربية «قولوا ما تريدون... ونحن نفعل ما نريد» وهو نمط سلوكي «مزعج» ضحيته الأغلبية الصامتة - البسطاء!

إذا كان المريض طفلا، شيخا كبيرا، أو شابا من الجنسين يراجع بحثا عن تشخيص للمرض لمدة أشهر ولا يجد علاجا، وإذا كنا نقود مركباتنا في طرق مزدحمة مختنقة وأبناؤنا لا يجدون التعليم السليم، والشباب يصبغ «الشيب» لحاهم ولا يجدوا سكنا لهم... فما هو السبب؟!

انظر لطبيعة اختيار الوزراء والقياديين وستعلم... تابع التواصل الاجتماعي من الجانب الحكومي مع ما تنشره الصحف من مقالات واخبار وما يقبع في أنفس النواب... وأعد النظر مرة آخرى بتحرر تام من ميولك النفسي وستعلم أننا «على طمام المرحوم» وإن أردت أن تصلح ولو بجهد فردي سترى نفسك على قارعة الطريق بحثا عن وظيفة... وعادي «يفنشونك» أو «يحيدونك يجمدونك» ويمددون لك قانون «المرسحين»!

ما يحزنني أن أسباب المشكلة معلومة و«المحاصصة» وسياسة «الترضيات» مكشوفة لا سيما وأن وعي السواد الأعظم اختلف شكلا ومضمونا... ونحاول أن نتجاهل الفراغ الذي أوجدته الحكومة بينها وبين طموح الشعب ونعود إلى الأسباب نفسها: فمن هو المستفيد؟

يتحدثون عن الفساد الإداري والتركيبة السكانية منذ أحداث خيطان 2003... وعقد من الزمان يمر والتركيبة كما هي والفساد تحول إلى حالة إفساد قد يكون غير مقصود لكن التوجه العام والسلوك السائد المطبق على ارض الواقع هو من أفرز هذه النتيجة!

المفيد الذي يتحدث عنه الأغلبية، ذكر وتكرر طرحه حتى من أطراف موالية للحكومة وليس فقط من جانب المعارضة... وديموقراطية من دون معارضة «سلم عليها»!

عيدكم مبارك... فبأي حال عدت يا عيد؟... قالها المتنبي في عصر يختلف عن عصرنا هذا لأنه عصر نستمد منه القيم التي «سحب» عليها البعض وإن لم نستوعب بعد عقود مرت على زمن «عشعش» فيه البعض ولم يجد من يقول لهم «إلى هنا وبس»!

مما تقدم، نريد صحوة نوعية مختلفة في إدارة شؤون البلد رأفة بالعباد ومستقبل الجيل القادم.... صحوة يكون فيها اختيار القياديين في القطاعين الحكومي والخاص مبنيا على الكفاءة والقدرة قبل أي عوامل آخرى.. صحوة وطنية منتظرة ومستحقة والله المستعان!

 

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي