لعلي أعمل صالحاً...!

تصغير
تكبير
قال تعالى: «حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون» (المؤمنون 99-100).
يقول الطبري في تفسيره للآية السابقة:
يقول تعالى ذكره حتى إذا جاء أحد هؤلاء المشركين الموت، وعاين نزول أمر الله به، قال لعظيم ما يعاين، مما يقدم عليه من عذاب الله تندماً على ما فات، وتلهفاً على ما فرط فيه قبل ذلك من طاعة الله ومسألته للإقالة: (رب ارجعون) إلى الدنيا فردوني إليها، (لعلي أعمل صالحاً)، يقول: كي أعمل صالحاً (فيما تركت) قبل اليوم، من العمل، فضيعته، وفرطت فيه.
ويقول السعدي: يخبر تعالى عن حال من حضره الموت من المفرطين الظالمين إنه يندم في تلك الحال، إذا رأى مآله، وشاهد قبح أعماله، فيطلب الرجعة إلى الدنيا، لا للتمتع بلذاتها واقتطاف شهواتها، وإنما ذلك ليقول: (لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) من العمل، وفرطت في جنب الله، (كلاً) أي: لا رجعة له ولا إمهال، قد قضى الله أنهم إليها لا يرجعون (إنها) أي: مقالته التي تمنى فيها الرجوع إلى الدنيا (كلمة هو قائلها) أي مجرد قول اللسان لا يفيد صاحبه إلا الحسرة والندم، وهو أيضاً غير صادق في ذلك؛ فإنه لو رُد لعاد لما نُهي عنه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي