No Script

ناصر بدر العيدان / من الآخر / مدفأة!

تصغير
تكبير
| ناصر بدر العيدان |

لكل عائلة أسرارها، كما الأشخاص، فهناك السر المادي، وهناك السر المعنوي، وهناك الأسرار المخزية التي تختبيء تحت «الكاشية»، وهناك الأسرار المفرحة المحفوظة عن أعين الناس خوفاً من الحسد و «القرّ»! ومن عظم هذه الأسرار، لا تجد عند كل عائلة أكثر من سر واحد على الأكثر، لكن الروائي اللبناني أمين معلوف كتب أسرار عائلته في 465 صفحة في روايته «بدايات»! هكذا هي الأسرار، إذا تسربت.. تضخمت!

ونحن في الكويت كالعائلة، بتاريخنا، وتجاربنا، وتنوعنا.. وأسرارنا يجب أن تكون بيننا، و«حميتنا» يجب أن تحفنا جميعا، دون تفرقة بين ابن وآخر، وقبيلة وأخرى، وطائفة وأخرى. لذلك فإن اجتهاد البعض في كشف أسرار دولته، والتفاخر بذلك في القنوات الاعلامية الداخلية والخارجية، والتسابق لملء صفحات الصحف بالوثائق المسربة، هذا يعتبر من البطولات العكسية التي تعود بالضرر على الوطن كله، ليس فقط على المقصود مضرته من تسريب وفضح هذه المعلومات.

بالأمس اكتشفوا شبكة تجسسية إيرانية، وغدا الله أعلم قد نكتشف شبكات أخرى، ناهيك عن المسح الروتيني الذي تقوم بها سفارات الدول الصديقة و«العدوّة» على صحفنا وما يُنشر بها، لماذا نكون معول هدم بيد أعداء الوطن؟ إن من الأدب: احترام سرية الأسرار، وكشف الأسرار بقصد لي الذراع هذا فعل يفتقد للمروءة والأمانة واحترام الرأي الآخر وحقوق النشر.

من المستحيل أن يقبل الانسان المخلص على نفسه وعلى وطنه، بل وعلى شرف مهنته الصحافية أو السياسية، ان يسرب وثائق أو يكشف «فضائح» تدغدغ مشاعر البعض، أو ترهب البعض، لساعات.. يتضرر بها الوطن بالمقابل لسنوات! السبق الصحافي أو السياسي شيء، والتجسس شيء آخر. الشكوى بقصد الإصلاح شيء.. والفضيحة بقصد «التكسّب» شيء آخر، نعم هناك أزمة في أدوات ومؤسسات المحاسبة لدينا، لكن هذا لا يعني أن نحرق البيت.. لنصنع مدفأة!

 

Nasser.com.kw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي