| أسيل الظفيري |
من المقولات المعروفة في عالم الإدارة أن وضوح الأهداف ودقتها تزيد من الإنتاجية، ونحن نحرص على إنتاجيتنا في رمضان، فهو شهر الإقبال على الله والإكثار من الخيرات وتضاعف الحسنات، كلنا يعلم أن رمضان فرصة للتغيير والتطوير على مستوى العادات والعبادات. والأعمال الصالحة تبدأ بالنية، فالنية أحد شروط قبول العمل عند الله بينما الشرط الثاني موافقة العمل للكتاب والسنة.
نحن المسلمين نعبد رباً كريماً، يُثيبُنا على النية الحسنة وإن لم تدخل حيز التطبيق حيث الأجر سيكون أعظم، إذاً من أراد أن يزيد إنتاجيته في رمضان عليه ان يولي النية اهتماما كبيرا، ويظهر هذا في تطهير النية من الشوائب التي قد تشوبها قبل الإقدام على العمل. في رمضان نكثر التواصل والزيارات، و مسألة أن تكون النية خالصة لله في هذه الأيام لن تكون سهلة ونحن في زمن التعقيد من حيث الارتباطات الاجتماعية التي تفرض علينا «المواجيب» و«الفشلة من الأوادم» و«ناس لها حق علي» إلا من فتح الله عليه، فقد تنحرف بنا النوايا وننسى إخلاص وصفاء النية لله، ليس هذا لسوء بنا بل لأن سرعة الحياة التي تنقلنا من موقف لآخر، تحرمنا أحيانا من أن نقف مع أنفسنا ونسألها، لماذا أقوم بهذا؟
مضاعفة الحسنات مطلب كل منا. والاستثمار الذكي أن تكون هذه الحسنات في عمل واحد،وذلك باستحضار أكثر من نية في العمل، وهذا ما ذكره الشيخ طلال فاخر في كتيب «نوايا»، فإنك إذا عرفت النوايا فستستحضرها في العمل طمعا بتحصيل الأجر الكبير بعمل واحد، وثانيا ستستشعر بطعم العمل ولذته ما يجعلك تؤديه بحب ورغبة وشوق وليس كعادة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر استعرض الشيخ طلال فاخر نوايا عديدة لصلة الأرحام، منها إني أقوم بأحب الأعمال إلى الله،وأن أعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم،وأنها من علامات الإيمان، وأن يبسط الله في رزقي ويزيد في مالي، وأن يبارك الله ويطيل في عمري، كما أن محبة الأهل من النوايا التي نؤجر عليها إذا استُحضرت، وكذلك إكثار الذرية وتكفير الذنوب، وفي كتيب نوايا لأعمال أخرى نؤديها بشكل يومي من الخطأ أن تتحول لعمل روتيني، حيث يعرض هذا الكتيب البسيط في لغته والذكي في فكرته نوايا متعددة للوضوء والصلاة والصدقة وبر الوالدين وغيرها كثير.
نحن نتعامل مع رب كريم رزاق يفرح بعبده إذا ما أقبل عليه، فلا نشح على أنفسنا من أن نستثمر أعمالنا ونضاعف أجورنا بالتفقه بديننا.
@AseelAL-zafiri