دول العالم المتحضر تولي اهتماما خاصا بالبيئة، وتشجع مواطنيها على عملية تخضير البلاد، ورسم صور جمالية لها من شجيرات وزهور تتناثر حول ساحات المنازل، وقد يعتقد البعض أن المناخ قد ساعد تلك الدول في بلوغ غاياتها، ولكن نحن لدينا شواهد كثيرة مثل دبي، وأبو ظبي، وصحراء مصر، تحولت إلى حدائق تسر ناظر الزائرين لها.
إن أميركا تمنح أصحاب المنازل، ممن يقوم بزراعة الساحة المحيطة بالمنزل، وخاصة الفاصلة بينها وبين الطريق، معاملة خاصة حيث تتم مراعاتهم عند دفع الضرائب.
ونحن في الكويت قد أهدانا الأمير الراحل رحمة الله عليه رغبة أميرية سامية في التخضير لم تتم مراعاتها وتطبيقها على النحو المطلوب وإنما في أضيق الحدود، خاصة بعد ظهور آليات فرق الإزالة التابعة للجنة الأمنية لمجلس الوزراء والتي اقتلعت الأشجار من جذورها، وداست على مساحات خضراء كانت أشبه باستراحة لأنفس أصحاب المنازل المتضررة.
وبعد تلك الممارسات طالبت «الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية» فرق الإزالة باستثناء الزراعات التجميلية كافة، ولو أنها لم تحدد الكم والكيف في مطالباتها.
إننا ومن منطلق الحرص على البيئة، نناشد المعنيين بالأمر لتشجيع المواطنين على تخضير الساحات الترابية المجاورة لمنازلهم، لما لها من مردود ايجابي في الحفاظ على البيئة.
إن الزراعات التجميلية والأشجار تعمل على فلترة الهواء الجوي من أنواع التلوث المختلفة، إضافة إلى بسطها لصورة جمالية تسر الناظرين.
لقد حرمنا من الجمال الأدبي في بعض الندوات الانتخابية، وبعض التصريحات التي تهيج الأنفس الراكدة، وحرمنا من أمور كثيرة، وجاءت فرق الإزالة لتحرم المارة من صور جمالية ومساحات خضراء تتوسطها الأزهار أمام بعض المنازل... فلماذا لم تتم مراعاة الرغبة الأميرية السامية؟
إنها رسالة وما نحن إلا دعاة خير لبلد الخير، والأرض القحلاء بحاجة إلى من يزينها بالتشجير، وندعو «الهيئة العامة لشؤون الزراعة» إلى تقديم مسابقة لأجمل حديقة منزلية كما هو حاصل مع المسابقات الأخرى، كالأم المثالية، السائق المثالي، وغيرهما الكثير! وذلك ليتركوا للناس مساحة بسيطة يضعون فيها بصماتهم الجمالية، وليشاركوا في تحسين المناخ والمحافظة على البيئة بعدما حجبت عنهم الخدمات، وخلافها من متطلبات الأسرة الكويتية.
إن الحاجة تتطلب توفير خطة عمل بين «الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية» وفرق الإزالة تحدد على ضوئها الطريقة المثلى في التعامل مع الزراعة التجميلية، وتوضع الشروط الخاصة بزراعة الأشجار كي لا تحجب الطريق أمام المارة ومرتادي الطريق.
إننا في حاجة ملحة ذات أهداف سامية سطرتها الرغبة الأميرية السامية للمغفور له الشيخ جابر الأحمد، والتي انطلقت عام 1986، ونحن من خلال هذه المطالبة ندعو المولى عز وجل أن يحفظ البلاد، وينعم عليها بجمال البيئة، وجمال في أدب الحوار منبثق من جمال الأنفس الذي نحن أحوج إليه من أي وقت مضي. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]