سعاد قاروط العشي: مذيعات اليوم جميلات لكنهن يحتجن إلى تثقيف أنفسهن!

تصغير
تكبير
|بيروت - من محمد حسن حجازي|

بمناسبة مرور 35 عاماً على امتهانها العمل الاذاعي (اذاعة لبنان) والتلفزيوني (تلفزيون لبنان)، حظيت الاعلامية سعاد قاروط العشي بتكريم مجموعة من صديقاتها اللواتي أقمن على شرفها مأدبة غداء اقتصرت على النساء، في احد مطاعم الشاطئ الغربي لبيروت.

«مثل هذه المبادرة تجعل قلبي كبيراً بكنّ وأعرف انني لم اقم الا بما املته عليّ موهبتي طوال الاعوام التي امضيتها ساعية لتحقيق افضل القفزات الاعلامية». هكذا ردت السيدة سعاد على فكرة الوفاء لها من صديقاتها كوجه اعلامي كبير، خبر حقبة طويلة من التاريخ الذهبي للاعلام اللبناني المسموع ثم المرئي، وهي حلقت في المجالين وتصدرت الصفوف، وكان احترامها على مدى الآذان والعيون من خلال اذاعة لبنان ثم عبر شاشة تلفزيون لبنان وظلت وفية لكلا المنبرين.



السيدة سعاد هي زوجة الكاتب والاعلامي احمد العشي، المدير العام للشركة العربية الاعلامية (ART)  بيروت، ولهما ثلاثة ابناء: مازن، المقيم في كندا، ومحمد، المقيم في الولايات المتحدة، وتمارا، التي تدرس هندسة الكمبيوتر في احدى الجامعات الاميركية بولاية فلوريدا.

منذ 35 عاماً التحقت سعاد قاروط العشي باذاعة لبنان مذيعة، ومحررة لنشرات الاخبار، وفي العام نفسه (1973)  استقبلها تلفزيون لبنان مذيعة لربط الفقرات، وبعد عام واحد تحولت الى تقديم البرامج، وابرزها «تاريخ السينما المصرية» و«استوديو الفن» و«حكاية كل بنت» و«المتفوقون»، وواكبت سياسياً الاوضاع في البلاد من خلال ندوات حول الحرب اللبنانية ومؤتمر الطائف، اضافة الى برامج «صالون الخميس» و»لقاء على الهواء» و«شاهد على العصر» و«اهل الدار» و«التاريخ ان حكى»، وصولاً الى آخر برامجها، «للمرأة كلام»، والذي ما زالت تقدمه اسبوعياً على شاشة NBN.

«الراي» باركت سعاد قاروط العشي واجرت معها هذا اللقاء:

•  تعودت ان تطرحي اسئلة، ماذا عنك وانت تجيبين؟

- (ضاحكة) انا سعيدة طالما انني موضع اهتمام. وبالنسبة لي الوضع واحد اذا كنت أسأل أو أذا كنت اجيب،  فعندي ذخيرة لكلتا الحالتين.

•  كم يريحك حضور المذيعات هذه الايام؟

- هن جميلات.

•  ماذا عن ثقافتهن؟

- يحتجن فعلاً الى تثقيف انفسهن، وهذه مشكلة كبيرة يفترض معالجتها في اعلامنا، فلا يعقل ان يتم الاعتماد على المظهر دون الجوهر.

•  هـــل من مفاضلة بين ان تكوني خلف الميكــروفــون وأمام الكـــاميــرا؟

- اطلاقاً. انا خبرت المنبرين ووجدتهما راقيين رغم ان لكل منهما خصوصية، احترمها وأقدرها ولا اتنازل عنها.

•  وماذا تقولين للذين يقولون لماذا لا تعتزلين؟

- لن استقيل من الظهور طالما مشاعر الشباب عندي حاضرة.

•  وهل تتصورين نفسك تتقدمين في السن ولا تغادرين؟

- هذه مهنة لا يوقفها سوى الموت.

•  قدمت برامج متنوعة دائماً فكيف استطعت الالمام بكامل التفاصيل دونما خلل؟

- ببساطة تعودت منذ البداية ان اشتغل على موضوعي بعمق ودراية، وكنت اسأل كثيراً، وأشعر كلما سمعت جديداً انني اقوم بالعمل الجيد.

•  أهي الكاريزما الخاصة عندك ام الثقافة والموهبة؟

ـ كل هذه العناصر مجتمعة شكلت صورة سعاد وصوتها واسمها.

•  قابلت شخصيات اولى في المجتمع، كما انك تعاملت مع عامة الناس، هل من فارق؟

- بالنسبة لي لا فارق. انا لم اتبدل، فكلما حاورت شخصية شعرت باستنفار مهني، وحين اكلم شخصاً عادياً اشعر ان واجبي القول الطيب له ايضاً.

•  عملت طويلاً داخل استديوات للاذاعة والتلفزيون. ماذا عن التغطية الميدانية؟

ـ انا استطيع اعطاء كل جانب ما يستحقه تماماً من الاعتناء والاهتمام. لكنني لا انكر ميلي الى العمل الميداني لأنني اجده اعمق، وامتحاناً صعباً للاعلامي مهما كانت درجة جماهيريته.

•  سبق والتحقت قبل ثلاثين عاماً بدورة تدريبية في التلفزيون الفرنسي، فما درجة استفادتك؟

- اي نشاط يقوم به الاعلامي لا شك انه سيفيده او هو يفيد بطريقة ما، كتجربة اضافية. والعمل في التلفزيون الفرنسي كان توسيعاً لأفقي الاعلامي.

•  هناك استنتاج سلبي يقول ان جيلك هو آخر جيل اعلامي له قيمة ووزن؟

- عموماً في هذا الصدد افضل ان اقول لا تعليق، لكن واقع الاعلام اليوم يدفعني الى ان ألفت الى خطورة انعدام الثقافة في مجتمعاتنا، لذا تكون الطامة الكبرى والوجوه التي نواكبها مجرد ادوات مدمرة.

•  عملت في صحافتين مرئية ومسموعة، ماذا عن الثالثة المكتوبة؟

-  لم ارد ان اهيمن على كل شيء في حياتي، لكنني اكتب، ولم اجد فرصاً من الوقت كافية للحضور.

•  ألقيت محاضرات في الجامعة اللبنانية، وفي مركز التدريب الاعلامي في دمشق. ألم تفكري في تدريس العمل الاذاعي او التلفزيوني؟

- كان ممكناً ان اقوم بهذه المهمة، لكن الوقت المتاح لي للقيام بهذا العمل لم يكن رحباً، وانا اعرف كم هو التعليم متعب للاستاذ، لكن لا اعرف ما اذا كنت سأغير رأيي لاحقاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي