محمد الوشيحي / آمال / Kuwait

تصغير
تكبير
محمد الوشيحي

وصلني خبر الإعلان الذي نشر في جريدة الراي قبل أيام عن عرض رقم هاتف نقال للبيع، وحقق سعرا خياليا، لا يمكن تفسيره. علما بأن الرقم يعتبر «من كل بستان زهرة»، أي غير متشابه وغير متسلسل، إطلاقا بالثلاث. ويكمن سر غلائه الفاحش في أرقامه التي هي عبارة عن أحرف كلمة Kuwait مسبوقة بالرقم 6! اتصلت بصاحب الرقم فصعقني عندما قال: عرضت الرقم للبيع في إحدى صحف الإعلانات المجانية فبلغ سعره 150 ألف دينار، ثم عرضته في جريدة الراي، فبلغ سعره 400 ألف دينار كويتي جنسية أولى! سألته وأنا أضع يدي على رأسي: وهل بعته؟ فأجابني وهو يغلف جديته بضحكة: «الكويت ليست للبيع يا الوشيحي»! خير إن شاء الله.

هل جن الناس ولم يتبق سواي عاقلا، أم أنا المجنون وبقية الخلق عقلاء؟ هناك «كماليات» بلغت أسعارها درجة تسبب الاحتباس الحراري في الصدر... يعني، كيف يمكن أن نصدق بأن يصل سعر لوحة معروضة في صالة مزاد في نيويورك نهاية العام الماضي إلى 27 مليون دولار؟ وأن يصل سعر اللوحة الأخرى إلى 17 مليون دولار؟ والأخيرة عبارة عن بورتريه للزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ... يبدو أن مشتريي هاتين اللوحتين سرقا أموالهما من إحدى اللجان الخيرية الكويتية، أو حصلا على منحة من حكومة الكويت. لا تفسير آخر لفسفسة الفلوس بهذا الشكل.

قبل الغزو بسنة، أو في السنة نفسها، وأثناء دراستي في القاهرة، دعيت إلى حفل عيد ميلاد ابن المسؤول المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الكويت، في فندق شيراتون هليوبوليس. كانت ليلة ليلاء، تتجاوز في بذخها ليالي ألف ليلة وليلة. وفي يوم آخر، دخلت الفيلا التي يقطنها بدعوة منه، فأراد أن يستعرض ثراءه، ووقف أمام لوحات على الحائط وأخذ يشرح لي معنى كل لوحة (طبعاً، كل لوحة أسخف من سابقتها)، ثم استعرض أكثر فحدثني عن العواصم الأوروبية التي اقتنى منها هذه اللوحات. كان يتحدث وكنت استمع له على مضض، إلى أن وصل في حديثه إلى جزئية «أسعار اللوحات»، إذ كانت قيمة كل لوحة – إن صدق – تفوق قيمة، ليس منزلنا فقط، بل الشارع بأكمله، بدءا من بيتنا وانتهاء ببيت العم عبد الله الخشمان، مرورا ببيت صالح الكندري! فقلت بصيغة «المزاح وضرب الرماح»: هانت قضية فلسطين إن شاء الله، باقي لك لوحتان وتحرر فلسطين. فضحك بصوت عال. وضحكت أنا أيضا. ولكل سببه. 

****

مخترعة كويتية شابة حصدت المركز الأول على العالم، أكرر المركز الأول على العالم، في جنيف. وكان اختراعها من الجودة بحيث طُلبت من قبل إحدى الشركات المصنعة في لوكسمبورغ لإنتاجه. وكانت مكافأتها من حكومة الكويت عبارة عن شهادة تقدير بقيمة «دينارين وربع»، والتجاهل التام.

معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع، أعلم أن مسؤولية تكريم هذه الشابة وزملائها وزميلاتها المبدعين وتبنيهم ليس من اختصاصك المباشر، لكنني أعلم أيضا بأنك لا ترضى بأن يهمش المبدعون في الكويت فتموت طموحاتهم بين أروقة الوزارات ومكاتبات البيروقراطية... فهلا التفتّ لهذه الفئة كي لا يموت الإبداع في الكويت.

****

كنت قد اجتمعتُ مع مجموعة صغيرة من الدكاترة الكويتيين يمثلون 150 دكتورا، يشتكون من تجاهل جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لهم، وعدم قبولهم. ولهؤلاء حكاية طريفة، يقولون قرأنا الإعلان عن رغبة هيئة التطبيقي بقبول دكاترة للتدريس، لكننا فوجئنا بأن هذا الإعلان تزامن مع إعلان آخر نشر في الصحف المصرية لاستقطاب دكاترة مصريين! المضحك أكثر أن الهيئة قبلت المصريين ورفضت الكويتيين... طبعا، مفيهاش حاجة. كلنا عرب في بعضينا! وفي هذه المناسبة، يسرني أن أزف أسمى التبريكات للمسؤولين المصريين بمناسبة ارتفاع سعر النفط الكويتي.


محمد الوشيحي

[email protected] 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي