د. وائل الحساوي / نسمات / من يسدد فاتورة المرشح؟!

تصغير
تكبير

اقل مبلغ يصرفه مرشح على حملته الانتخابية هو 200 الف دينار ما بين اعلانات ووجبات ومطبوعات، ولو حسبنا راتب النائب الشهري 2300 دينار لوجدنا أنه يحتاج إلى راتب 87 شهرا او اكثر من سبع سنوات ليغطي نفقات الحملة (ما لم تكن له وسائله الخاصة للحصول على المال)، والمشكلة هي ان الناخبين الذين تضاعفت اعدادهم في كل دائرة لن يتركوه لحاله، فلا من «توجيبهم» وزياراتهم، ودفع مساعدات لبعضهم ونشر اعلانات متكررة لتهنئتهم، وان يكون ديوانه مأوى لمن لا مأوى له منهم.

إذاً فالنيابة فعلا لا تسوى منفعتها ماديا، والذي يقدم عليها إما انه مخلص حقا ويهدف إلى خدمة بلده حتى ولو ضحى بالكثير، واما انه صاحب مصالح عند الحكومة، والنيابة هي الدجاجة التي تبيض له ذهبا، دعونا نفكر بطرق نستطيع بها ان نساعد المخلصين من النواب لكي يحققوا اهدافهم، ولكي لا نضطرهم إلى الانزلاق إلى طريق المصالح لا سيما في ظل الاغراءات الكثيرة التي يواجهونها.

نريد من الشباب الكويتي ان يشكلوا حملة مشابهة للحملات التي رأيناها خلال الانتخابات مثل حملات «ضد الفساد» وحملات نزاهة وغيرها، الهدف من تلك الحملة التي يمكن تسميتها «حملة لدعم النواب المخلصين» هو العمل في اتجاهات عدة لدعم النواب وتسهيل عملهم وانجازاتهم او ما يمثل «غرفة عمليات دائمة» واهمها:

اولا: دراسة برامج المرشحين خلال الانتخابات وكتابة التوصيات التي تضمنتها وجعلها متيسرة للجميع لتداولها.

ثانيا: عقد لقاءات دورية للنواب في كل دائرة مع ناخبيهم لمناقشة اداء النواب ومدى تحقيقهم لبرامجهم الانتخابية وأوجه القصور والاقتراحات المقدمة لهم.

ثالثا: متابعة اداء كل نائب خلال عمله في المجلس وتذكيره بالمواقف التي يجب ان يتخذها والاخطاء التي يقع بها والقوانين التي لا بد من تشريعها وكأنما هي مجالس تخطيط ومشاورة.

رابعا: تجهيز كل ما يحتاجه النائب من قاعدة بيانات ومعلومات تساعده على اتخاذ القرار السليم، وتوصيل اقتراحات الناخبين له.

خامسا: وضع مقياس دقيق للشفافية والذمة المالية للنواب وتصحيح كل ما قد يطرأ عليهم من انحراف خلال مسيرتهم.

ان مشكلتنا الاساسية مع نوابنا هي انهم يتكلمون ونحن نسمع خلال حملاتهم الانتخابية، ثم متى فازوا واصبحوا اصواتنا في المجلس فإنهم يستمرون في الكلام ولكن بغير اللغة التي سمعناها منهم قبل الفوز، اما دورنا نحن كناخبين فهو التذمر و«التحلطم» والتهديد بعدم انتخابهم مرة اخرى بعد اربع سنوات، وكأنما تلك الفترة الطويلة قد تجمدت من اعمارنا او اننا مسجونون فيها لأشخاص نحن اتينا بهم واركبناهم فوق اعناقنا!؟


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي