مكانة العدل في الإسلام
إن أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل، والخير والوسط، نصبها ربها قوامة على الأمم في الدنيا، شاهدة عليهم في الآخرة، خير أمة أخرجت للناس، يهدون بالحق وبه يعدلون، يتواصلون بالحق والصبر، ويتنافسون في ميادين الخير والبر، ويتسابقون الى موجبات الرحمة والأجر.
أمة أمرها ربها بإقامة العدل في كتابه أمراً محكماً وحتماً لازماً: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعماً يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً) (النساء:58).
(ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً) (النساء:135).
لا أعدل ولا أتم ولا أصدق ولا أوفى من عدل شريعة الله، فهي مبنية على المصالح الخالصة أو الراجحة، بعيدة عن أهواء الأمم وعوائد الضلال، لا تعبأ بالأنانية والهوى، ولا بتقاليد الفساد. إنها لمصالح النوع البشري كله ليس لقبيلة أو بلد أو جنس.
(فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتب وأمرت لأعدل بينكم الله ربننا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير) (الشورى:15).
إن الإسلام صدق كله، خيره وحكمه عدل: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم) (الأنعام:115).
عدل الإسلام يسع الأصدقاء والأعداء، والاقرباء والغرباء، والاقوياء والضعفاء، والمرؤوسين والرؤساء. عدل الاسلام ينظم كل ميادين الحياة ومرافقها ودروبها وشؤونها. في الدولة والقضاء، والراعي والراعية، والأولاد والأهلين. عدل في حق الله. وعدل في حقوق العباد في الأبدان والأموال، والاقوال والاعمال. عدل في العطاء والمنع، والأكل والشرب. يحق الحق ويمنع البغي في الأرض وفي البشر. «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (2).
وفي الحديث الآخر: «ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبه الله في النار» أخرجه الحاكم، وقال صحيح الاسناد من حديث ابن يسار رضي الله عنه (3).
وإن من أولى ما يجب العدل فيه من الحق حق الله سبحانه في توحيده وعبادته، واخلاص الدين له كما أمر وشرع خضوعاً وتذللاً، ورضاً بحكمه وقدره، وايماناً بأسمائه وصفاته. وأظلم الظلم الشرك بالله عز وجل، وأعظم الذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك.
ثم العدل في حقوق العباد تؤدى كاملة موفورة، مالية أو بدنية، قولية أو عملية. يؤدي كل والٍ ما عليه مما تحت ولايته في ولاية الإمامة الكبرى ثم نواب الإمام في القضاء والأعمال في كل ناحية أو مرفق.
في الحديث الصحيح: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وفي أهلهم وما ولوا» (4).
وإن ولاة أمور المسلمين حق عليهم أن يقيموا العدل في الناس. وقد جاء في مأثور الحكم والسياسات: لا دولة إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل.
حكم كله عدل ورحمة في خفض الجناح ولين الجانب، وقوة الحق، عدل ومساواة تكون فيه المسؤوليات والولايات والأعمال والمهمات تكليفاً قبل أن تكون تشريفاً، وتبعات لا شهوات، ومغارم لا مغانم، وجهاداً لا اخلاداً، وتضحية لا تحلية، وميداناً لا ديواناً، وأعمالاً لا أقوالاً، وايثاراً لا استئثاراً. انصاف للمظلوم، ونصرة للمهضوم، وقهر للغشوم، وردع للظلوم، رفع المظالم عن كواهل المقروحة أكبادهم، ورد الاعتبار لمن أذلهم البغي اللئيم، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، ولا تعويق واهم، وإن حداً يقام في الله خير من أن يمطروا أربعين صباحاً.
وفي مثل هذا صح الخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم عفيف متعفف ذو عيال» (5). والامام العادل سابع سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (6).
أما نزاهة القضاء ونقاء ضمائر القضاة فحسبك به من عدل وقسط، صاحب الحق في جو القضاء العادل يشعر بالثقة والأمان، في أروقة المحاكم وفي دواوين القضاء، مطمئن الى عدالة القضية ونزاهة الحكم وشرف سرائر الحكام. والمتهم بريء حتى تثبت ادانته، ولأن يخطئ الحاكم في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة، هذا تعرفه دنيا الحضارات ودين أهل الاسلام. القاضي العادل يواسي الناس بلحظه ولفظه، وفي وجهه ومجلسه، لا يطمع شريف في حيفه ولا ييأس ضعيف من عدله، لا يميل مع هوى، ولا يتأثر بود، ولا ينفعل مع بغض. لا تتبدل التعاملات عنده مجاراة لصهر أو نسب، ولا لقوة أو ضعف، يزن بالقسطاس، وبالعدل يقضي. يدني الضعيف حتى يشتد قلبه وينطلق لسانه، وبتعاهد الغريب حتى يأخذ حقه، وما ضاع حق غريب الا من ترويعه وعدم الرفق به.
أمة أمرها ربها بإقامة العدل في كتابه أمراً محكماً وحتماً لازماً: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعماً يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً) (النساء:58).
(ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً) (النساء:135).
لا أعدل ولا أتم ولا أصدق ولا أوفى من عدل شريعة الله، فهي مبنية على المصالح الخالصة أو الراجحة، بعيدة عن أهواء الأمم وعوائد الضلال، لا تعبأ بالأنانية والهوى، ولا بتقاليد الفساد. إنها لمصالح النوع البشري كله ليس لقبيلة أو بلد أو جنس.
(فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتب وأمرت لأعدل بينكم الله ربننا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير) (الشورى:15).
إن الإسلام صدق كله، خيره وحكمه عدل: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم) (الأنعام:115).
عدل الإسلام يسع الأصدقاء والأعداء، والاقرباء والغرباء، والاقوياء والضعفاء، والمرؤوسين والرؤساء. عدل الاسلام ينظم كل ميادين الحياة ومرافقها ودروبها وشؤونها. في الدولة والقضاء، والراعي والراعية، والأولاد والأهلين. عدل في حق الله. وعدل في حقوق العباد في الأبدان والأموال، والاقوال والاعمال. عدل في العطاء والمنع، والأكل والشرب. يحق الحق ويمنع البغي في الأرض وفي البشر. «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (2).
وفي الحديث الآخر: «ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبه الله في النار» أخرجه الحاكم، وقال صحيح الاسناد من حديث ابن يسار رضي الله عنه (3).
وإن من أولى ما يجب العدل فيه من الحق حق الله سبحانه في توحيده وعبادته، واخلاص الدين له كما أمر وشرع خضوعاً وتذللاً، ورضاً بحكمه وقدره، وايماناً بأسمائه وصفاته. وأظلم الظلم الشرك بالله عز وجل، وأعظم الذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك.
ثم العدل في حقوق العباد تؤدى كاملة موفورة، مالية أو بدنية، قولية أو عملية. يؤدي كل والٍ ما عليه مما تحت ولايته في ولاية الإمامة الكبرى ثم نواب الإمام في القضاء والأعمال في كل ناحية أو مرفق.
في الحديث الصحيح: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وفي أهلهم وما ولوا» (4).
وإن ولاة أمور المسلمين حق عليهم أن يقيموا العدل في الناس. وقد جاء في مأثور الحكم والسياسات: لا دولة إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل.
حكم كله عدل ورحمة في خفض الجناح ولين الجانب، وقوة الحق، عدل ومساواة تكون فيه المسؤوليات والولايات والأعمال والمهمات تكليفاً قبل أن تكون تشريفاً، وتبعات لا شهوات، ومغارم لا مغانم، وجهاداً لا اخلاداً، وتضحية لا تحلية، وميداناً لا ديواناً، وأعمالاً لا أقوالاً، وايثاراً لا استئثاراً. انصاف للمظلوم، ونصرة للمهضوم، وقهر للغشوم، وردع للظلوم، رفع المظالم عن كواهل المقروحة أكبادهم، ورد الاعتبار لمن أذلهم البغي اللئيم، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، ولا تعويق واهم، وإن حداً يقام في الله خير من أن يمطروا أربعين صباحاً.
وفي مثل هذا صح الخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم عفيف متعفف ذو عيال» (5). والامام العادل سابع سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (6).
أما نزاهة القضاء ونقاء ضمائر القضاة فحسبك به من عدل وقسط، صاحب الحق في جو القضاء العادل يشعر بالثقة والأمان، في أروقة المحاكم وفي دواوين القضاء، مطمئن الى عدالة القضية ونزاهة الحكم وشرف سرائر الحكام. والمتهم بريء حتى تثبت ادانته، ولأن يخطئ الحاكم في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة، هذا تعرفه دنيا الحضارات ودين أهل الاسلام. القاضي العادل يواسي الناس بلحظه ولفظه، وفي وجهه ومجلسه، لا يطمع شريف في حيفه ولا ييأس ضعيف من عدله، لا يميل مع هوى، ولا يتأثر بود، ولا ينفعل مع بغض. لا تتبدل التعاملات عنده مجاراة لصهر أو نسب، ولا لقوة أو ضعف، يزن بالقسطاس، وبالعدل يقضي. يدني الضعيف حتى يشتد قلبه وينطلق لسانه، وبتعاهد الغريب حتى يأخذ حقه، وما ضاع حق غريب الا من ترويعه وعدم الرفق به.