ومضات

رسالة عتاب إلى أمتي

تصغير
تكبير
| شعر: عبدالرحمن العشماوي |
يا أمة الإسلام جا مصابي
وأطار حقد الخائنين صوابي
فأتيت أرفع كف شعري، ربما
فتحت أمامك مغلق الأبواب
ولربما رسمت أمامك لوحة
تبدو عليها صورة النصاب
***
يا أمة الاسلام داهمني الأسى
فعجزت عن نطق وعن اعراب
ماذا أقول، وفي فمي من حسرتي
لهب، وحولي فرقة استجواب؟
أأقول: إن القلب يعشق امتي
عشقا أبث به صريح عتابي
فعلى محبتها كتبت قصائدي
وعلى محبتها لبست ثيابي
وعلى محبتها نثرت كنانتي
ورسمت لوحة حسرتي وعذابي
***
يا أمة الإسلام لست عقيمة
مازلت قادرة على الانجاب
إني أعاتب فيك قلبا غافلا
عما تخبئه يد القصاب
إني لأسأل عن «حماة» داسها
بغي الطغاة وعفرت بتراب
طمست معالمها الكريمة جهرة
وأبيح فيها عرض كل كعاب
وتحدث الرشاش فيها معلنا
في كل زاوية شريعة غاب
إني لأسأل عن جراح «حلبجة»
لم خبئت بالأمس في سرداب
سبعون ألفا مسلمون تساقطوا
حصدتهم الغارات دون حساب
أين الوسائل والصحافة عنهمو
لم لم تحرر لفظة استغراب
ما بالها سكتت، وعهدي أنها
مأخوذة بالشرح والاسهاب
يجني الجناة فما نحرك ساكنا
ونقابل العملاء بالترحاب
حتى إذا ذقنا مرارة حقدهم
ثرنا، وأسرعنا لكشف نقاب
أو هكذا تبقى الحقيقة عندنا
مرهونة بالسلب والايجاب
***
يا أمة الإسلام، ليلك جاثم
والفجر يرفع آية الإضراب
وأنا أرى في الأفق عين خيانة
تُلقى اليك بنظرة المرتاب
وأراك صامتة وغيرك ناطق
يُلقي عن الإلحاد ألف خطابِ
وأراك قاعدة، وغيرك راكض
يجري اليك محدد الأنياب
وأراك لاهية، وغيرك لم يزل
يقظا، يمد إليك كف خراب
***
يا أمة الإسلام، يؤلم خاطري
أن تمنحيني نظرة المتغابي
لا تكثري من شتم «صدام» فقد
ألبسته بالأمس تاج صواب
ونسحب منه حكاية عربية
ومدحت فيه سجية الأعراب
وكتبت فيه مقالة فضفاضة
ونظمت فيه قصيدة الاعجاب
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي