د. تركي العازمي / وجع الحروف / سياسة «الترضيات»...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

عارض البعض سياسة تعيين «المتقاعدين» بمنصب وكيل وزارة مساعد في وزارة الشباب ووصفوا الحكومة بأنها تناقض التوجه الحكومي في إحالة من أمضوا 30 عاما إلى التقاعد والبعض الآخر وصفها بالـ «الترضيات»!

سنأخذ جانب «الترضيات» لأن سياسة إحالة من أمضوا 30 عاما إلى التقاعد تعتبر في حكم «الماضي» فهي لم تطبق ولن تطبق إلا على من لا نفوذ له.

وزارة الشباب وغيرها من الوزارات والهيئات والشركات التي تمتلك فيها الحكومة نسبة مؤثرة تتعرض لطبيعة اختيار للقياديين غريبة شكلا ومضمونا، وقد ذكرت في مقالات عدة أن اختيار القياديين بعيدا عن عامل الكفاءة والحيادية يعتبر خرقا للقواعد العلمية التي تعمل على اساسها المؤسسات المحترمة!

فصاحب القرار عندما يبحث في السير الذاتية للمرشحين للمنصب القيادي واجب عليه احتراما للمواد الدستورية أن يعطي كل ذي حق حقه وأن يفعل مبدأ تكافؤ الفرص، ومتى ما خضع صاحب القرار للضغوط السياسية أو الاجتماعية أو لأصحاب النفوذ فإنه حينئذ لا يكون صاحب قرار حر حيادي وبالتالي فهو من خلال هذا النهج يؤكد لنا سبب تدني مستوى الأداء ( إدارة شؤون البلاد ) في مؤسساتنا العام منها والخاص!

الكويت لم تعد الكويت التي نحلم في بناء مدينة الحرير... والكويت لم تعد كما يتصورها البعض بأنها في طريق التطوير والتنمية سائرة، والكويت لم تصل إلى مرحلة فهم الذات لتصحح في الغد أخطاء اليوم والأمس!

كي نبني الكويت ونصل إلى مصاف الدول المتطورة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحقق أحلامها وهي تتخذ قياديا منهجا مخالفا لمبدأ تكافؤ الفرص، ومعظم المناصب القيادية ليس فقط في وزارة الشباب تمنح عبر بوابة «الترضيات»، وقد يرى البعض بأن هذا الاستنتاج فيه نوع من التعميم لكن واقع الحال يؤكد ذلك وقد تعودنا سماع عبارة «محاصصة» وهي الوجه الآخر لـــ «الترضيات»!

لذلك، نحن وإن سلمنا بحساسية عامل «الترضيات» فعلى الأقل لتكن «الترضيات» للكفاءات وللدماء الجديدة، فالمناصب القيادية يجب ألا تحتكر وتترك الدماء الشابة الطموحة معزولة عن قائمة المرشحين!

حتى على مستوى المرشحين، تجدهم مصنفون يقرب البعض منهم ويعزل البعض الآخر، وفي جزئية المرشحين الوضع مختلف نوعا ما لأن قاعدة الناخبين هي العامل المؤثر حتى وإن حاولت الحكومة التأثير على مجاميع لأن قاعدة الناخبين هي صاحبة القول الفصل والمقاطعة قد تكون أحد السبل المتاحة في حال عدم توفر مرشحين أكفاء أعني مرشح يفهم الصفات النيابية من تشريع ورقابة وخلق!

والعودة إلى طريق الصواب هي الملاذ الحقيقي لنا بعد التوكل على الله عز شأنه بعد أن شهدنا تخلفنا في طريقة اختيار القياديين... فماذا نتوقع من قيادي أتى إلى المنصب من باب الترضية ( المحاصصة )... لا شيء على حد علمي. والله المستعان!

 

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي