بروفايل اتُهمت بالتجسس لصالح الاستخبارات البريطانية
أسمهان... حياة صاخبة ونهاية غامضة
مع زوجها حسن الأطرش
أسمهان ومحمد التابعي
مع فريد وصديقتها ماري قلادة
إلى جانب أنور وجدي
أسمهان
| إعداد رشا فكري |
حفل الزمان الجميل بابداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض** الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنانه الراحله أسمهان : عُرفت فنياً باسم «أسمهان»... لكن اسمها الحقيقي هو آمال الأطرش، وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها... والدها فهد الأطرش، وهو درزي من جبل الدروز في سورية وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر وهي درزية لبنانية من بلدة شويت المتن، ولديها شقيقان هما: فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف والذي كانت على وفاق تام معه وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن. وقد كان لها شقيق ثالث يدعى أنور وشقيقة تدعى وداد اللذان توفيا صغيرين قبل استقرار الأسرة في مصر.
عائلتها هي عائلة درزية كريمة يعود نسبها إلى آل الأطرش في سورية الذين كان فيهم رجال لعبوا دوراً بارزاً في الحياة السياسية في سورية والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.
نشأتها
ولدت على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، وقد مرت العائلة في طريق عودتها من تركيا إلى بيروت حيث بعض الأقرباء في حي السراسقة، ثم انتقلت إلى سورية، وتحديداً إلى جبل الدروز بلد آل الأطرش، واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الأمير فهد في العام 1924، واضطرت والدتها الأميرة علياء على إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة عرينها في جبل الدروز في سورية والتوجه بأولادها إلى مصر.
في القاهرة أقامت العائلة في حي الفجالة وهي تعاني من البؤس والفاقة، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.
أسمهان - الاسم الفني
ظهرت مواهب آمال الغنائية والفنية باكراً، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم وأغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريد. وفي أحد الأيام، استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بدايه حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت آمال فأعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها «كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر، لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان» وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان.
انطلاقتها الفنية
أخذت أسمهان منذ 1931 تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، وصوتها (السخي، الفياض بالشجو المرنان) على حد قول كرم ملحم كرم، يفتن الأسماع ويغزو القلوب. آثر عن محمد عبد الوهاب قوله في أسمهان، وكانت في السادسة عشرة: «إن أسمهان فتاة صغيرة لكن صوتها صوت امرأة ناضجة». واسم أسمهان هو مأخوذ من الكلمة التركية من مقطعي اسم وهان المحرفة من كلمة خان وتعني الحاكم أو السلطان والجاه.
أميرة الجبل
في سنة 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سورية ليستقرا في قرية عرى مركز إمارة آل الأطرش لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات رزقت في خلالها ابنة وحيدة هي «كاميليا»، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سورية إلى مصر، وقد عاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي.
أسمهان في السينما
فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت 1941 في أول أفلامها «انتصار الشباب» إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم. وفي خلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفياً، ولكن زواجهما انهار سريعاً وانتهى بالطلاق من دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.
وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير «غرام وانتقام» إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.
وقد سبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم «يوم سعيد»، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت «مجنون ليلى»، كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية ليت للبراق عيناً في فيلم ليلى بنت الصحراء.
اتهامها بالجاسوسية
أثيرت الكثير من القصص والأقاويل حول تعاونها مع الاستخبارات البريطانية وتقول إحداها أنه في مايو 1941 تم أول لقاء بينها مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط جرى خلاله الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء في تحرير سورية وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية، وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية (الديغولية).
وقد قامت بمهمتها خير قيام بعد أن أعادها البريطانيون إلى زوجها الأسبق الأمير حسن، فرجعت أميرة الجبل من جديد، وهي تتمتع بمال وفير أغدقه عليها الإنكليز، وبهذا المال استطاعت أن تحيا مرة أخرى حياة الترف والبذخ وتثبت مكانتها كسيدة لها شأنها في المجتمع ولم تقصّر في الوقت نفسه في مد يد المساعدة لطالبيها وحيث تدعو الحاجة.
إلا أن وضعها لم يستقر، فساءت الحال مع زوجها الأمير حسن في الجبل في سورية من جديد، كما أن الإنكليز تخلوا عنها وقطعوا عنها المال لتأكدهم من أنها بدأت تعمل لمصلحة فرنسا الديغولية، ويقال إنها بدأت ترفض طلباتهم حيث وجدت نفسها ستدخل سلسلة لا تنتهي من المهام، وارتأت أنها فنانة لا تريد أن توقع نفسها في هذا الشرك.
وقد اعترف الجنرال إدوارد سبيرز ممثل بريطانيا في لبنان يومذاك بأنه يتعامل معها لقاء أموال وفيرة دفعت نظراً لخدماتها وقال عنها إنها كانت كثيرة الكلام ومدمنة على الشرب وأنه قطع كل علاقة معها، كما قال عنها صديقها الصحافي محمد التابعي إنها كانت لا تترك الكأس من يدها وكانت تقول له إنها لا تحب أن ترى الكأس مليئاً أو فارغاً، كما كانت تدخن بشراهة.
نهاية أسمهان
عادت للعمل في الغناء والسينما في مصر رغم أن زواجها من أحمد سالم لم يكن سعيداً، وفي الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم «غرام وانتقام»، استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق. فذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة (ترعة الساحل الموجودة حالياً في مدينة طلخا)، حيث لقيت مع صديقتها حتفهما، أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى. وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها من دون جواب، لكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو الاستخبارات البريطانية وإلى زوجها الأول حسن الأطرش، الثالث أحمد سالم وإلى أم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش.
ومن غريب المصادفات أنها قبل أربع سنوات من وفاتها، أي في أوائل سبتمبر 1940، كانت تمر في المكان عينه فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة، ورمت قصيدة أبي العلاء المعري (غير مجد) التي لحنها لها الشيخ زكريا أحمد، وكانت تتمرن على أدائها حينذاك استعداداً لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة. وقالت للصحافي محمد التابعي رئيس تحرير «مجلة آخر ساعة» والذي كان يرافقها «كلما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة».
تعاوناتها
عرف عن أسمهان أنها لم تحصر تعاملها مع ملحن واحد مهما كان شأنه، فتعددت أسماء الملحنين الذين غنت لهم ألحاناً خالدة أمثال: محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي، محمد القصبجي، شقيقها فريد الأطرش، إضافة إلى مكتشفها ومتعهدها داود حسني، إلا أنه بالإمكان الإشارة إلى أن فريد الأطرش ومحمد القصبجي كانت لهما حصة كبيرة في تلحين أغاني أسمهان الأكثر شهرة. وكما تعددت أسماء الملحنين، تعددت كذلك أسماء الشعراء، نذكر منهم: أحمد رامي، يوسف بدروس، الأخطل الصغير، مأمون الشناوي، بديع خيري وبيرم التونسي.
حفل الزمان الجميل بابداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض** الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنانه الراحله أسمهان : عُرفت فنياً باسم «أسمهان»... لكن اسمها الحقيقي هو آمال الأطرش، وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها... والدها فهد الأطرش، وهو درزي من جبل الدروز في سورية وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر وهي درزية لبنانية من بلدة شويت المتن، ولديها شقيقان هما: فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف والذي كانت على وفاق تام معه وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن. وقد كان لها شقيق ثالث يدعى أنور وشقيقة تدعى وداد اللذان توفيا صغيرين قبل استقرار الأسرة في مصر.
عائلتها هي عائلة درزية كريمة يعود نسبها إلى آل الأطرش في سورية الذين كان فيهم رجال لعبوا دوراً بارزاً في الحياة السياسية في سورية والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.
نشأتها
ولدت على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، وقد مرت العائلة في طريق عودتها من تركيا إلى بيروت حيث بعض الأقرباء في حي السراسقة، ثم انتقلت إلى سورية، وتحديداً إلى جبل الدروز بلد آل الأطرش، واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الأمير فهد في العام 1924، واضطرت والدتها الأميرة علياء على إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة عرينها في جبل الدروز في سورية والتوجه بأولادها إلى مصر.
في القاهرة أقامت العائلة في حي الفجالة وهي تعاني من البؤس والفاقة، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.
أسمهان - الاسم الفني
ظهرت مواهب آمال الغنائية والفنية باكراً، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم وأغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريد. وفي أحد الأيام، استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بدايه حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت آمال فأعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها «كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر، لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان» وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان.
انطلاقتها الفنية
أخذت أسمهان منذ 1931 تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، وصوتها (السخي، الفياض بالشجو المرنان) على حد قول كرم ملحم كرم، يفتن الأسماع ويغزو القلوب. آثر عن محمد عبد الوهاب قوله في أسمهان، وكانت في السادسة عشرة: «إن أسمهان فتاة صغيرة لكن صوتها صوت امرأة ناضجة». واسم أسمهان هو مأخوذ من الكلمة التركية من مقطعي اسم وهان المحرفة من كلمة خان وتعني الحاكم أو السلطان والجاه.
أميرة الجبل
في سنة 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سورية ليستقرا في قرية عرى مركز إمارة آل الأطرش لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات رزقت في خلالها ابنة وحيدة هي «كاميليا»، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سورية إلى مصر، وقد عاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي.
أسمهان في السينما
فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت 1941 في أول أفلامها «انتصار الشباب» إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم. وفي خلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفياً، ولكن زواجهما انهار سريعاً وانتهى بالطلاق من دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.
وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير «غرام وانتقام» إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.
وقد سبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم «يوم سعيد»، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت «مجنون ليلى»، كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية ليت للبراق عيناً في فيلم ليلى بنت الصحراء.
اتهامها بالجاسوسية
أثيرت الكثير من القصص والأقاويل حول تعاونها مع الاستخبارات البريطانية وتقول إحداها أنه في مايو 1941 تم أول لقاء بينها مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط جرى خلاله الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء في تحرير سورية وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية، وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية (الديغولية).
وقد قامت بمهمتها خير قيام بعد أن أعادها البريطانيون إلى زوجها الأسبق الأمير حسن، فرجعت أميرة الجبل من جديد، وهي تتمتع بمال وفير أغدقه عليها الإنكليز، وبهذا المال استطاعت أن تحيا مرة أخرى حياة الترف والبذخ وتثبت مكانتها كسيدة لها شأنها في المجتمع ولم تقصّر في الوقت نفسه في مد يد المساعدة لطالبيها وحيث تدعو الحاجة.
إلا أن وضعها لم يستقر، فساءت الحال مع زوجها الأمير حسن في الجبل في سورية من جديد، كما أن الإنكليز تخلوا عنها وقطعوا عنها المال لتأكدهم من أنها بدأت تعمل لمصلحة فرنسا الديغولية، ويقال إنها بدأت ترفض طلباتهم حيث وجدت نفسها ستدخل سلسلة لا تنتهي من المهام، وارتأت أنها فنانة لا تريد أن توقع نفسها في هذا الشرك.
وقد اعترف الجنرال إدوارد سبيرز ممثل بريطانيا في لبنان يومذاك بأنه يتعامل معها لقاء أموال وفيرة دفعت نظراً لخدماتها وقال عنها إنها كانت كثيرة الكلام ومدمنة على الشرب وأنه قطع كل علاقة معها، كما قال عنها صديقها الصحافي محمد التابعي إنها كانت لا تترك الكأس من يدها وكانت تقول له إنها لا تحب أن ترى الكأس مليئاً أو فارغاً، كما كانت تدخن بشراهة.
نهاية أسمهان
عادت للعمل في الغناء والسينما في مصر رغم أن زواجها من أحمد سالم لم يكن سعيداً، وفي الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم «غرام وانتقام»، استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق. فذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة (ترعة الساحل الموجودة حالياً في مدينة طلخا)، حيث لقيت مع صديقتها حتفهما، أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى. وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها من دون جواب، لكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو الاستخبارات البريطانية وإلى زوجها الأول حسن الأطرش، الثالث أحمد سالم وإلى أم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش.
ومن غريب المصادفات أنها قبل أربع سنوات من وفاتها، أي في أوائل سبتمبر 1940، كانت تمر في المكان عينه فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة، ورمت قصيدة أبي العلاء المعري (غير مجد) التي لحنها لها الشيخ زكريا أحمد، وكانت تتمرن على أدائها حينذاك استعداداً لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة. وقالت للصحافي محمد التابعي رئيس تحرير «مجلة آخر ساعة» والذي كان يرافقها «كلما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة».
تعاوناتها
عرف عن أسمهان أنها لم تحصر تعاملها مع ملحن واحد مهما كان شأنه، فتعددت أسماء الملحنين الذين غنت لهم ألحاناً خالدة أمثال: محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي، محمد القصبجي، شقيقها فريد الأطرش، إضافة إلى مكتشفها ومتعهدها داود حسني، إلا أنه بالإمكان الإشارة إلى أن فريد الأطرش ومحمد القصبجي كانت لهما حصة كبيرة في تلحين أغاني أسمهان الأكثر شهرة. وكما تعددت أسماء الملحنين، تعددت كذلك أسماء الشعراء، نذكر منهم: أحمد رامي، يوسف بدروس، الأخطل الصغير، مأمون الشناوي، بديع خيري وبيرم التونسي.