د. وائل الحساوي / نسمات / إياك واليأس من وطنك

تصغير
تكبير

دار نقاش ماتع بيني وبين بعض الأكاديميين حول شعار المرشح مرزوق الغانم «إياك واليأس من وطنك»، فقال أحدهم ان هذا الكلام ليس له أساس من الواقع «أي أن الواقع عكسه تماماً» قلت: ولكني متفائل واعتقد بأن الكويت تخطو خطوات في الاتجاه الايجابي، فرد عليّ أحد الأخوة بقوله: «من صجك» تقول هذا الكلام؟! (أي هل أنت جاد؟!) قلت: نعم، فبالرغم من السلبيات إلا أن مجتمعنا يتطور تدريجياً في الاتجاه الصحيح،، فرد آخربقوله: أنا متفائل في الكويت ولكن ليس قبل يوم القيامة بإذن الله، ثم تحدث عن التطاحن على الفرعيات وانتفاش العصبيات وارتفاع نبرة الطائفية ولغة الشتم والتجريح التي تسود الخطاب الانتخابي وغيرها من الظواهر المرضية وأهمها شراء الذمم والأصوات.

دعوني أولاً أبين خطورة تلك الظواهر التي تكاد تسيطر على مجتمعنا اليوم خلال فترة  الانتخابات ثم ابين سبب تفاؤلي بالرغم مما يجري، فهنالك مظاهر غير مسبوقة في الجرأة على بعضنا البعض وعلى رموز الحكم في بلدنا، فان يتجرأ مرشح باتهام رئيس الوزراء بأنه «أبرهة» هو قمة في التجاوز لا يقبله مواطن حر، ولكن هل تذكرون ما قاله نائب من قبله لرئيس الوزراء بأنه سيكسر رأسه اذا تعرض إلى ازالة الدواوين،  ثم ماذا كانت النتيجة؟! لقد انسحب النائب من السباق لأن المجتمع قد لفظه وتخطاه وكذلك جميع المرشحين الذين يستخدمون تلك اللغة، واذا كان للمايكروفون سكرته التي تنسي صاحبها نفسه، فإن للمجتمع حدوداً لا يسمح لأفراده ان يتخطوها.

حتى المرشح النكرة الذي طالب بإلغاء مادة التربية الإسلامية من مناهجنا سيفاجأ بأن يجد الكثيرين من طائفته ينبذونه ولا يعطونه اصواتهم لأن وحدتنا الوطنية خط أحمر يجب عدم تخطيه، طبعاً فأنا مع اتخاذ الاجراءات القانونية ضد كل من يتطاول على الاشخاص او على الثوابت في مجتمعنا ولكني اعتقد بأن شعبنا قادر على ان يلقن اولئك درساً قاسياً ويلفظهم ويجعلهم عبرة لغيرهم.

لقد شاهدنا بأن «خضة» صغيرة من الداخلية قد اضعفت مشتري الأصوات إلى درجة قرب انسحابهم من الساحة، فكيف لو استمرت الداخلية في منهجها دون كلل؟!

أما التصفيات الفرعية فقد شاهدنا كثيراً من أبناء القبائل يمجها ويستنكرها وقد كانت نتيجتها جولة خاسرة للداخلية ليس بسبب عدم قدرتها على منع انعقادها، ولكن بسبب عدم استكمال تجريم من قام بها مع وضوح الأدلة ضدهم، ولو شطبت الداخلية من قاموا بتنظيم الفرعيات من دخول الانتخابات لكان هذا الموضوع من التراث القديم والقصص التي نقصها على ابنائنا.

اذا فحلول مشاكلنا سهلة وممكنة ولكنها تحتاج إلى دعم اكبر لرئيس الوزراء ولوزير الداخلية ونضج من الشعب.


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي