د. وائل الحساوي / نسمات / أخطاء... لن يمحوها الزمن !

تصغير
تكبير
بحسب تقرير أعدته (مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأدنى) ونشرته جريدة (الواشنطن بوست) فإن أقل من 10 في المئة من القوات المقاتلة في صفوف الثوار السوريين، قد قدموا من الخارج، ويعتبر تدفقهم هو الثالث في حجمه منذ حرب أفغانستان والعراق، ثم تضيف الدراسة بأن الفارق في هذه المرة هو أن سرعة ازدياد تدفق المقاتلين على سورية أكبر بكثير من المرات السابقة، وأن التدفقات تأتي من بلدان بعيدة مثل ليبيا وتونس ومصر بعدما كانت تأتي من السعودية ودول الخليج.

لقد ارتكبت إيران غلطة تاريخية حين حشدت قواها في سورية لمقاتلة الشعب السوري الذي لم يقصد في ثورته إلا إسقاط نظام دموي مجرم استباح حرماته وقتل أطفاله ونساءه وأحال بلاده إلى ساحة معركة شرسة لم تترك طفلاً أو امرأة إلا قتلتهم، ولم تترك بيتاً إلا هدمته على رؤوس ساكنيه، ولم تترك سلاحاً مدمراً إلا استخدمته ضد المدنيين الأبرياء.

لقد كان الأولى بإيران أن تقف مع الشعب السوري وثورته وأن تسانده، لكنها وللأسف قد كشفت عن وجه طائفي حاقد وجرّت وراءها «حزب الله» الذي تحول بلمحة بصر من مدافع عن الأمة العربية وجبهتها ضد الكيان الصهيوني إلى خنجر في ظهر الشعب السوري الذي ينشد حريته وكرامته. لقد هيجت تلك التصرفات العدوانية جميع شعوب العالم الإسلامي وأصابتها بالإحباط بعدما كانت تنشد توحيد الصفوف في مواجهة الأعداء الخارجيين، والعجيب هو أن ترفع تلك القوى العدوانية شعار الدفاع عن مقام السيدة زينب، فلقد أوردت جريدة «السياسة» الكويتية خبر تشييع 23 خليجياً في النجف قتلوا في سورية بينهم 6 كويتيين، وفي تصريحات نقلتها شبكة الإعلام العراقية عن قادة الأحزاب العراقية المشيعة قولهم: «سنقاتل حتى نُحرق أو نُسحق كي لا تسبى السيدة زينب مرة أخرى على يد أتباع يزيد بن معاوية»!!

فما دخل القتال في سورية بالدفاع عن مقام السيدة زينب رضي الله عنها؟ ومتى تم الاعتداء على ذلك المقام خلال 14 قرناً من الحكم الإسلامي في بلاد الشام؟

أما الغلطة الأشنع فهي موقف الدول الغربية ونأيها بنفسها عن نصرة الشعب السوري خدمة للعدو الصهيوني، ثم هي اليوم تنتحب وتلطم على خدودها لأن المتطرفين الإسلاميين قد ملأوا الفراغ وجاؤوا لنصرة السوريين، وتتردد في تمويل الثوار بالسلاح خشية سقوطه في أيدي الإرهابيين!!

إن تلك المواقف المتخاذلة من إيران وأتباعها ومن الغرب قد حركت القيادات الدينية في العالم الإسلامي للتنادي إلى نصرة اخوانهم في سورية، حيث دعا علماء السعودية والكويت العالم كله لنصرة المجاهدين في سورية، كما دعا ممثلو 76 رابطة ومنظمة إسلامية في اجتماع لهم في القاهرة إلى النفرة والجهاد بالنفس والمال والسلاح لنصرة الشعب السوري وإنقاذه من النظام الطائفي في سورية، واعتبر العلماء أن تدخل إيران وحزب الله في سورية (بمثابة حرب معلنة على الإسلام والمسلمين عامة».

كما كان لقرار دول مجلس التعاون وضع «حزب الله» على قائمة الإرهاب والدعوة إلى طرد كل من ينتمي إلى ذلك الحزب من دول الخليج، كان له أكبر الأثر على النفوس الغاضبة، وقد حرك ذلك الغضب دول الخليج إلى زيادة دعمها للثوار في سورية وشراء أسلحة نوعية تعينهم على إسقاط النظام بإذن الله، وسيكون الخاسر الرئيسي من كل ذلك هم من غامروا بكل ما لديهم من أوراق لدعم نظام ساقط لا محالة!!





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي