| أسيل سليمان الظفيري |
كلنا يتمنى الأفضل، بعضنا يبذل مجهوداً ليصل للأفضل والبعض الآخر يكتفي بالتحدث عنه والحِلم به، والذي يميز هذا عن ذاك طريقة تفكير كل منهم، هناك من تبحث عينه عن الخلل ليركز عليه وينتقده ظناً منه أن هذا للمصلحة، نحن نعلم أنه بهذا التصرف صادق في شعوره لكنه أخطأ الأسلوب، والسبب في هذا الخطأ إما أن يكون جهلاً منه لما يجب أن يفعل، او تكاسلا عن دوره فيبدأ بلعبة الانتقاد لأنها أسهل من أن يشمر ذراعيه لاصلاح الخطأ.
صياح كثير نسمعه حولنا ممن لا تعجبه الحال، يحاولون أن يغيروا واقعهم بالاعتراض والصراخ والتمرد وذكر مساوئ الغير وأخطائهم، ويغذي هذا الشعور لديهم الأحداث المزعجة التي تحدث حولنا، مثل مشكلة زحمة الشوارع والعمالة السائبة التي كثيراً ما تذمرنا جميعاً منها، ويأس بعضنا من حل معضلة كهذه مع وجود الفساد الإداري والمحسوبية، لكن هناك من لا يقبل (التحلطم) فقط واختار أن يقوم بدوره دون أن يلتفت لتقصير الآخرين، واستطعنا بفضل الله أن نرى أثر عمل اللواء عبد الفتاح العلي وفريقه المخلصين كل يوم ونحن نستخدم الشوارع، نفض الغبار عن القانون فأنعشه، وأصر على تفعيله فأحياه.
تخيل معي عزيزي القارئ كيف سيكون حالنا إذا ركز كل واحد منا تفكيره تجاه أي مشكلة يواجهها داخل أسرته أو عمله أو مجتمعه بسؤال نفسه «ما هو دوري لتغيير ما يحدث؟» ألا تتفق معي أن سؤالا كهذا سيضع أقدامنا في الاتجاه الصحيح لتغيير وضع خطأ؟
بالطبع البحث عن الإجابة لن يكون سهلاً، فهو يحتاج لتفكير إيجابي ومرونة ذهنية تخرج صاحبها عن دائرة التفكير التقليدي الذي ينحصر بالتَظلم والشكوى، لكن عدم إيماننا الكامل بقدراتنا وجهل إمكاناتنا التي تساعدنا على أن نقدم شيئاً يعتبر من أكبر المعوقات التي تحول بيننا وبين هذا التفكير، كما أن لغة الإحباط التي نسمعها من بعض من حولنا قد تُنسينا أننا أصحاب إرادة، لكن الأكيد أن هذه الإجابة ستجعل منا أفرادا فاعلين ومؤثرين أمام أي مشكلة نواجهها، وترتقي بنا من مجرد متذمرين نوجه التُهم إلى مساهمين لتحسين الأوضاع، بذلك تكون أفعالنا قرارا نتخذه وليست مجرد ردود أفعال لقرارات الآخرين.
@ASEELAL-ZAFIRI