الخير كلمة تفضي إلى السعادة وتعمل على الازدهار وتؤدي إلى الاستقرار، والخيّرون هم أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الناصعة الذين يعمدون دائماً إلى تغليب الحكمة في جميع الظروف حتى يعيش الجميع في جو مفعم بالخير، ومكمن الخير هو وحدة القلوب ونبذ الفتنة والاتحاد من أجل مصلحة الوطن واستقراره.
إن ما شهدته الساحة المحلية أخيراً يدعو إلى القلق والاستياء من مظاهر وممارسات مستنكرة تمس وحدة الكويت الوطنية وتعمل على إثارة الفتنة وازدراء خلق الله وشحن الناس بأتون فتنة لا يرضاها الدين الحنيف إنما يكرهها، إن الفتنة نائمة لعن الله من أوقدها.
والمسلم أخو المسلم لا يجوز لأي مسلم أن ينظر أخاه بنظرة تؤذيه، فكيف التعدي بالألسن والتنابز بالألقاب والتهديد والوعيد وإثارة الفتن وتشويش الأفكار وإضرار أبناء الوطن في وطنهم وجعلهم محاصرين حتى في الخارج.
إن هذه المظاهر التي شهدناها أخيراً لا تنم عن فكر صحيح لأن الذين ينبذ التطرف ويدعو إلى التآلف والتواد والتراحم.
أين الرحمة؟
هل الإسلام هو قتل وقتال وشرب للدماء، أم هو الحجة والمنطق والجدال بالتي هي أحسن؟ هل الإسلام هو التنابز بالألقاب ووضع مسميات لأشخاص ما أنزل الله بها من سلطان؟
فلنتق الله في ديننا وفي وطننا وفي أمتنا وطن كريم حباه الله الخير، ديرة راغدة بالأمن والأمان نسيجها واحد لا أحد يقدر على الدنو منه بالتشويه أو المساس أو التبغيض أو التشكيك.
إن الكويتيين سور واحد منذ أن بنوه، لن يقوى أحد على الدنو منه.
إنا بنيناه سوراً من عزائمنا
إذ لم نجد فيه إلا الماء والطينا
فأقبل الأهل من بدوٍ ومن حضرٍ
يرون في الذودِ عن ساحاته دِينا
هكذا أهل هذه الديرة الحبيبة لا يعرفون الفرقة ولا التشتيت بل عرفوا القول الطيب والتصرف الحسن والموعظة السمحاء.
ولتصهر جميع القبائل والطوائف والأفكار والآراء والتطلعات والأهواء في بوتقة الكويت ولنعمل من أجلها ولها ولنفكر في سبيل التنمية والنماء ولندع كل ما ينبذه الدين وينهى عنه ويحرمه ولتهفو قلوبنا إلى تربة الوطن ولأهله ولنفكر في هذا المجتمع الطيب ونعمل على سموه واستقراره.
وصدق الأديب:
عدنا إليكِ وعاد الشوق يجمعنا
إلى ثراكِ فنادينا وضمينا
سلطان حمود المتروك