علي سويدان / حتى نلتقي / بارك الله فيك... يا أخي !

تصغير
تكبير
لم نعد نطيق أن يحدثنا أحدٌ عن الأخوّة الإسلامية أو عن وحدة العرب، فالكلام عن شعور المسلم تجاه المسلم صار كلاماً فقط في وسائل الإعلام، لقد صنفنا الأخوة على هوانا وأصدرنا الفتوى على قياسات خاصة.

كيف سيروق لنا الانصات للعلماء بعد اليوم حين تتقلب الكلمات كتقلب السمك في الماء؟! وحين نبدأ الحديث عن إعمار سورية سيذكرنا هذا الحديث بما حل باليابان حين ضربتْ أميركا مدينتيْ ناكازاكي وهيروشيما بقنبلتيْن ذريتين ورغم الآثار السلبية لتلك الجريمة النكراء التي أبادت فيها مدينتين عظيمتين لكن أميركا التي نعشقها ونعشق ديموقراطيتها لم تستطع إبادة أو النيْلَ من إرادة وهمة اليابانيين، واستطاعت اليابان بوقت وجيز نسبة لمصيبتها أن تنهض بعزيمة ولم تبنِ الوطن فحسب بل نافست باقتصادها الصناعات العالمية وتفوقت بشكل نوعي على أميركا وأوروبا بنتاجها الواسع وهندسة البناء المختلفة، وهذا الأداء الأميركي الذي أبدع بالديموقراطية مع اليابان رأيناها تجر ذيول الحسرة من فيتنام، ها هي أميركا تصوّر الديموقراطية في الصومال، وحملتها بدعوى ملاحقة الإرهاب إلى أفغانستان وجاءت بالديموقراطية إلى العراق باسم البحث عن أسلحة الدمار الشامل فما زال العراق يدمر يومياً حتى اليوم.

ونعود لنحكي لأبنائنا قصة سورية التي وفَّرتْ أميركا من خلال الأزمة فيها كل خسارات الماضي؛ فالدماء سورية والمقاتلون عرب وسوريون والأموال عربية! ونزاع ديني ومذهبي يدعمه العربُ ويرعاه علماءُ الدين! ومن المؤسف أن نسمع المسلحين حين تَغَلُّبِهم في موقف من المواقف يُكبّرون ويهتفون باسم الله! والمقتول عربي سوري! ومن المؤسف أيضاً ما نراه خلف الجيش السوري في الصور من دمار للبيوت والمنازل ونهتف بانتصار سورية!

وبعيداً عن المتسبب في هذا الدمار تحترق قلوبنا حسرة على سورية التي دمرناها نحن العرب باسم الجهاد في سبيل الله كي نتحدث اليوم عن إعمارها، ليس جديداً أن يجهل العربُ مصلحتهم، لكننا للأسف مُعبَّؤون تجاه بعضنا وننتهز الفرصة للنَّيْل من بعضنا، المبدع فينا محل حسد وموضع للكيد ونجتهد حتى نبعده من دائرتنا ثم نعود لنتحدث عن الأخوة الإسلامية... وبارك الله فيك يا أخي!



علي سويدان

Swaidan9@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي