قبل الغزو العراقي الغادر طلبت من إحدى المطابع المحلية طباعة خمسمئة نسخة لحديث نبوي شريف يسمى سيد الاستغفار ومئتي كارت باسمي الشخصي ووظيفتي فطلبت مني المطبعة كتابا من وزارة الأوقاف بصحة الحديث ودقة نقل مفرداته وكتابا آخر من وزارة الإعلام يفيد بالموافقة على طباعة هذا الحديث ونشره بين الناس، أما الكارت الشخصي فطلبت مني كتابا رسميا من الوزارة التي أعمل بها يؤكد صحة وظيفتي ومركز عملي.
هذا أيام زمان وفي صباح الثلاثاء الماضي تفاجأ الناس بلافتات معلقة على الجسور تحمل شعارات سياسية محرجة، تم ضبط من قاموا بوضعها، لكن أُفرج عنهم بعد التحقيق معهم ولكننا لم نعرف اسم المطبعة التي قامت بطباعة هذه اللافتات وهل تمت محاسبتها، وأين كانت دوريات اللواء عبد الفتاح العلي التي تجول الطرق ليل نهار مرهقة المواطنين والوافدين بتغليظ الغرامات وإرهاب الشباب بسحب رخص القيادة وحجز سياراتهم؟، ولم تر هذه الفعلة وأين كانت آلاف الكاميرات التي يبدو أن عدساتها ترى شيئا ويغيب عنها أشياء.
أقول ذلك لأن الذي بلغ على هذه اللافتات وتعرف على الفاعلين مواطن خرج لممارسة رياضة المشي صباحا. إن غياب رقابة وزارة الإعلام عن هذه المطابع أدى إلى طبع سيل من المنشورات المسيئة ومطويات تحمل فتاوى شاذة معتمدة على أحاديث موضوعة، في وقت يجب أن تشمل رقابة وزارة الإعلام استوديوات التسجيل صوتا وصورة حيث انتشرت تسجيلات لأغانٍ ماجنة وندوات غير مرخصة فيها الكثير مما يعاقب عليه القانون وخطب جمعة من خارج الكويت تثير الفتنة وتعج بالخرافات والخزعبلات لست بصدد المطالبة بعقاب هؤلاء الشباب المغرر بهم ولكن أدعو المسؤولين إلى الحرص على عدم تكرار هذه الحادثة بتشديد الرقابة والمحاسبة.
مبارك المعوشرجي