رؤى / المعالجة... تبدأ بوعي الفرد

u0633u0647u064au0644u0629 u063au0644u0648u0645 u062du0633u064au0646
سهيلة غلوم حسين
تصغير
تكبير
| سهيلة غلوم حسين |

مع تضخم عدد سكان الأرض الملحوظ الذي ترافقت معه كثافة الاستهلاك المتعدد الجوانب ومنها التطور الصناعي وارتفاع مستوى** دخل الفرد والمعيشة، وتنامي مستوى العناية الصحية والنظافة الشخصية، والسلوك اللاواعي بيئياً واقتصاديا، مع ما يتضح من قلة الوعي وإهمال القضايا البيئية، ففي غمرة هذا المشهد المضطرد كان لا بد من ارتفاع نسبة كمية النفايات التي جعلت مواقع دفنها تكتظ في جميع أنحاء العالم ويبدو أن العالم بات يجد صعوبة في إيجاد مكان لرمي المخلفات ما لم يتوصل الى بديل.

التخلص من النفايات أصبح يشكل تهديداً للإنسان والبيئة بمخلوقاتها والصحة العامة وأصبح لا بدّ من السعي بجدية والمشاركة الفعلية في إيجاد حلّ لمشكلة النفايات وتقليل كميتها وإعادة تدويرها أو إعادة استخدام المواد، ودفع الأذى الناتج عن مخلفات النفايات بأشكالها وأنواعها المختلفة وهذا الأمر لا يتم إلا بتكاتف الجهود الفردية والجماعية لكبح حجم الزيادة المستمرة وضمان التخلص السليم والآمن منها.

بات شعار التقليل وإعادة الاستعمال والتدوير، شائعاً عالمياً ومتداولاً ليس لدى الجهات المعنية والتخصصية فحسب وإنما في الأروقة السياسية، وصار التوجه العصري يعتمد في معالجة مشكلة النفايات بالتركيز على التقليل من كمية المخلفات المنتجة أولاً ومن ثم فرز هذه المخلفات ثانياً بحيث يمكن إعادة استعمالها أو تدويرها ثالثاً، من خلال إعادة تصنيع الورق والزجاج والبلاستيك والمعادن وغيرها وتسميد المخلفات العضوية لتحويلها إلى محسنات للتربة لتغذية المزروعات، لكن نجاح ذلك يعتمد بشكل أساسي على التحول في سلوك الفرد ووعيه بالقضايا البيئية.

عدة مقترحات توجه أفراد المجتمع كافة نحو اتباع خطوات في الحياة اليومية تساهم في التخلص من مشكلة النفايات وتكدسها يوما بعد يوم. أهم طريقة تساهم في حل مشكلة النفايات هي في تخفيض كمية النفايات وذلك بالتقليل من إنتاج هذه النفايات من خلال عدة طرق تبدأ من اتخاذ قرارات الشراء الصحيحة للمواد الاستهلاكية التي تمنع وصول المواد إلى النفايات، وذلك بشراء ما يحتاج إليه الفرد وشراء المواد المعبأة بمواد يمكن تدويرها مثل ورق الكرتون والمشروبات المعبأة في أوعية زجاجية أو مصنعة من الألمنيوم لأنه يسهل تدويرها وتجنب الأوعية البلاستيكية وخاصة القابلة للضغط، وشراء المنتجات التي يمكن إعادة تعبئة أوعيتها للتقليل من النفايات التي تنتج من عمليات التغليف والتعبئة.

من خلال تطبيق الطرق البديهية لإعادة استعمال المواد قبل اتخاذ قرار رميها كنفاية، مثل استعمال وجهي الأوراق للكتابة وتزيين علب المربى وغيرها من الأوعية الزجاجية وإعادة استخدامها لتخزين الطعام أو مشابك الورق والأقلام، وصنع أشياء جيدة من الأشياء القديمة، واستخدام فرش الأسنان القديمة في تنظيف الأشياء الصغيرة وخاصة الأماكن التي يصعب الوصول إليها في المنزل، ومن خلال عزل النفايات والتعود على هذا النوع من السلوك فتعزل المواد التي يمكن تدويرها كالورق والبلاستيك والزجاج والمعادن وتوضع في الحاويات المخصصة أو ترسل إلى مصانع التدوير وتعزل الأدوية حيث يمكن إرجاعها إلى المراكز الصحية وتعزل البطاريات الجافة والأصباغ لكونها نفايات خطرة.

أصبح من الضرورة التوعية بحجم التلوث البيئي، وأصبحت الحاجة ملحة لبرامج تربوية توعوية وإعلامية متميزة لرفع مستوى الوعي البيئي للفرد، وليس في المناسبات والاحتفالات ومواسم المعارض فقط فالوعي البيئي والحفاظ على البيئة بحاجة إلى جهود مكثفة وشبك أيدي الحكومات بالجمعيات وبث الوعي داخل الأسرة فمن هذا المنطلق تبدأ رحلة محو أمية التلوث وحماية البيئة من النفايات الضارة.



* كاتبة كويتية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي