سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / جري

تصغير
تكبير
مفردة من مفردات لهجتنا الجميلة وعند نطقها يلفظ حرف الجيم كما تلفظ الجيم القاهرية أو العدنية أو المسقطية وتعني الرجوع الى الوراء ومشاهد التأخر في الحياة كثيرة والتأخر عن مضمار النمو يفضي على الألم والحسرة.

مشهد من المشاهد المهمة في تعليم وتربية وتنشئة وتدريب وتأهيل أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة هذا النوع من التعليم اهتمت به وزارة التربية منذ الخمسينات من القرن الماضي وأخذت السنون تترى وبدأت مسيرة التعليم بمدرسة النور ثم امتدت الرعاية الى إعاقات حركية وذهنية وسمعية وبصرية متعددة ومختلفة واشتغلت لجان في مجال تشخيص الإعاقة وتحديد أهدافها ووضع مناهج وإعداد كتب لجميع الإعاقات ومواءمة كتب أخرى مع كتب التعليم العام لكي يوازي منهج التربية الخاصة لبعض الإعاقات مناهج التعليم العام وكانت مدارس التربية الخاصة هي منارة في مجال تربية أصحاب الإعاقة ويشار اليها بالبنان وما من زائر يزور هذه الديرة الحبيبة إلا واطلع على هذا الصرح التربوي المهم.

ولكن أين هذا الصرح في هذا الوقت الذي تزدهر فيه الطرق التربوية ومستلزمات تنفيذها وطرق تطبيقها ووسائل تنفيذها تتطور وتتقدم ونحن الواقفون؟!

برامج التربية الخاصة للإعاقة السمعية عملت لها مواءمات مع التعليم العام على ان يساير أصحاب الإعاقة السمعية أقرانهم في التعليم العام منذ زمن طويل ولم نشهد نتائج هذه التجربة ترى لماذا؟ وخريجو مدارس الورش التعليمية أين مكانهم الآن؟

هل لهم أماكن في وزارات الدولة أم هم عبء في الورش التعليمية؟ لا شغل لهم إلا فراغ دائم وللمرء ان يتخيل ما هي نواتج هذا الفراغ؟

تخصصات كثيرة في مدارس الورش التعليمية هل هي تواكب ما يحتاجه سوق العمل المحلية؟ وهل الطلبة الذين تخصصوا في هذه التخصصات محصوا في مجال القدرات قبل ان يتخصصوا فأصبحت تخصصاتهم تتناسب وقدراتهم وأصبحوا فاعلين في مجال التخصص؟

هل في مدارس التربية الخاصة مكتب لمتابعة الخريجين ومراقبتهم وتقديم الخدمات النفسية والاجتماعية التي تعمل على استقرارهم في وظائفهم أم يكونون بعد تخرجهم في حيرة من أمرهم لا يلجأون الى ركن وثيق؟

الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة معزولون في مدارسهم لم يسر اليهم نور الدمج في أرجاء هذا المجتمع الفسيح حتى بعد تخرجهم فهم في أرجاء المكان الذي درجوا فيه منذ الصغر الى ان يكتب الله أمراً كان مفعولاً، فأي سجن أكبر من هذا السجن؟ أفلم يحن الوقت الى ان يجد المربون في ايجاد خطة تنموية تربوية شاملة تعمل على تنمية ذوي الاحتياجات الخاصة في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم وتشغيلهم؟ وأين وزارة التربية من هذا الشأن؟ وهي التي تعمل الآن على النظر في إعداد مسودة معايير المناهج ومعايير المعلم والادارة المدرسية في التعليم العام وأين لجنة شؤون التعليم والثقافة والارشاد في مجلس الأمة من هذه القضية التربوية والانسانية المهمة؟

لا نطيق الوجود

والدهر يمشي حولنا بالمنى يسرى ويمنى



سلطان حمود المتروك
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي