د. تركي العازمي / وجع الحروف / سمفونية صديق والــ Harmony!

تصغير
تكبير
خصني الأخ العزيز ذعار الرشيدي في مقال بعنوان «سمفونية.. سم طال عمرك» ذكر فيها ما ذكر عني ولا يسعني إلا توجيه الشكر له وشخصيا أرى أن تأثير كلمة «Harmony» هي التي دفعته لكتابة ذلك المقال.

وسمفونية صديق التي أنا بصدد توجيهها للأخوات والأخوة القراء الكرام بمن فيهم المسؤولون الكبار والصغار والمستشارون بمختلف مشاربهم وايدولوجياتهم تختلف عن السمفونية.... إنها حول كلمة Harmony هارموني والتي تعني الانسجام والتآلف لكونها أحد محركات اختيار القياديين عند معظم أصحاب القرار!

أذكر أنني بعد اتمام الماجستير خرجت بقناعة شخصية كباحث تشير إلى أن أغلب الدراسات تتحدث عن الجوانب الإيجابية للقيادة، وقلما نجد باحثين في الجوانب السلبية التي في الغالب هي جوانب يتجنبها معظم المستشارين عند رفع توصياتهم / الاستشارات كي لا تثير غضب من طلب منهم الاستشارة وهو ما دفعني للبحث عن الحلقة المفقودة «القيادة الجيدة والأخلاقية» التي وجدتها في دراسة الدكتوراه!

لهذا السبب نجد بعض القرارات تأتي مخالفة لتطلعات العاملين في المؤسسات ولو أننا بوجه عام حاولنا أن نطعم ثقافة مفهوم الاستشارات بنفس حيادي يطلب من خلاله صاحب القرار الرأي الصالح بعيدا عن الكيمياء الشخصية Personal Chemistry لكانت النتائج تختلف عن ممارسات القيادات الحالية!

ولأننا نعتمد على «الهارموني Harmony» في طريقة الاختيار أصبحنا بعيدا عن مفاهيم القيادة التحولية!

يسألني بعض القياديين عن سبب حالة الكفاح التي يعيشها العاملين بعد غياب «الأمن الوظيفي» وكنت أرد بكل شفافية: «عندما يفقد العالمون/التابعون للقيادي أركان القيادة «الاحترام، الثقة، الشفافية والعدالة» تستمر حالة اللا استقرار / الكفاح.. ابحث عن مسؤول «مشاغب/ صريح» فإنه سيرشدك إلى ضالتك أما سياسة سم طال عمرك فلن تمكنك من إيجاد نقلة نوعية تحول المؤسسة إلى حال افضل»!

أحد هؤلاء القياديين أخذ بالنصيحة وبالفعل تحقق له مطلبه وأوجد حالة تناغم/تآلف بينه وبين التابعين له وبالتالي ابدعوا له استراتيجيا وما زال على تواصل معي أما البعض الآخر «ما جاز لهم كلامي» وعايشت شخصيا سقوط المؤسسة تلو الأخرى تشغيليا وتدهورت ثقافة المؤسسات التابعة لهم!

أما صفة الهارمونية Harmony السيئة سلوكيا فهي المنحصرة في وجوب توفر تناغم بين صاحب القرار والمرشح لمنصب قيادي وكثير من المؤهلين المؤمنين بمفاهيم القيادة الجيدة والأخلاقية تصعب عليهم هذه المنهجية كسلوك وبالتالي فهم مستبعدون من قائمة المرشحين للمناصب القيادية وعليه تبقى الحال على ما هي عليه!

في العمل المؤسسي، القرارات التي تسقط من أعلى الهرم لا تخدم مصلحة المؤسسة لأن العاملين أسفل الهرم هم من يدرك متطلبات المؤسسة والاستئناس برأيهم هو مفتاح النجاح لاي قيادي يطمح إلى تحقيق الأهداف!

وعندما نسأل: لماذا يشتكي جموع العاملين من سوء القيادة وضعف الإدارة؟... لا نجد إجابة مقنعة!

أتمنى أن أكون قد وضحت أهمية توافر الهارموني Maintaining Harmony بشكل صحي نقي من كل شوائب السيمفوني السلبية التي تظل أحد اسباب تراجع مستوى الرضا من النمط القيادي المتبع حاليا... والله المستعان!



د. تركي العازمي

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي